ذهب الناس لمداواة مرضاهم في أيام الانتداب البريطاني إلى عيادة الدكتور نايف حمزة في حيفا، وإلى مستشفى الدكتور حمزة. وهم يقصدون المستشفى الحكومي الجديد في حيفا الذي تم تحويل اسمه عام 1952 إلى مستشفى “رمبام”. كان المستشفى وما يزال من أكبر المستشفيات في البلاد. فمن هو الدكتور حمزة؟
ولد في 25 آب/أغسطس 1895 في قرية عبية بلبنان لعائلة درزية. وفي عام 1919 أنهى تعليمه للطب في الجامعة الأميركية ببيروت.
بين السنوات 1919-1920 صار طبيبًا عسكريًا برتبة ضابط في الجيش البريطاني في فلسطين.
في نهاية سنة 1921 كان طبيبًا حكوميًا في يافا. وفي سنة 1922 صار طبيبًا عامًا في رام الله. كان رقم رخصة طبه 193. تزوج في سنة 1923 وانجب ابنته نجلاء في عام 1928.
في عام 1931 نُقِلَ إلى نابلس. وفي عام 1934 نُقِلَ إلى القدس. وفي عام 1935 أرسل إلى حيفا. يبدو أنه مهد لمجيئه ببناء بيت له مكون من أربعة طوابق ما يزال قائمًا في شارع مئير في حيفا. في هذا البيت فتح عيادة له عرفت باسم عيادة الدكتور حمزة.
ورد في جريدة الجامعة الإسلامية، الصادرة في 22 تشرين الثاني عام 1935 ، أنه تم في عيادة الدكتور حمزة في حيفا إسعاف أحد جرحى المظاهرات التي نشبت على إثر استشهاد عز الدين القسام، ثم تم تحويله إلى المستشفى الحكومي (القديم) الذي كان الدكتور حمزة يعمل فيه.
في 22 كانون الأول سنة 1938 تم الاحتفال بتدشين المستشفى الحكومي الجديد على شاطئ البحر بحضور المندوب السامي البريطاني، مكمايكل، ورئيس بلدية حيفا حسن شكري.
كان المستشفى مكونًا من عمارتين: الأولى مكونة من ستة طوابق؛ والثانية مكونة من ثلاثة طوابق. بلغت تكاليف بنائه 150,000جنيه استرليني. وفيه 220 سريرًا، وهو مزود بأحدث المعدات والتجهيزات الطبية بحيث كان أكبر مستشفى في الشرق الأوسط.
كان المستشفى مكونًا من ثلاثة أقسام:
1. قسم الأمراض الداخلية: رئيسه الدكتور فريد إسكندر حداد. قبل النكبة بقليل ذهب إلى بيروت، وأصبح رئيسًا للجامعة الأميركية؛
2.قسم الجراحة: رئيسه الدكتور نايف أمين حمزة، الذي كان نائبًا لمدير المستشفى جون روبرت طمسون، ومسؤولاً عن قسم المرضى من الأسرى العرب؛
3.القسم الإنجليزي الخاص بالجنود االبريطانيين.
في الأربعينيات كان الدكتور نايف أمين حمزة جراحًا رئيسيًا والمدير الفعلي للمستشفى الحكومي بحيفا. فلا عجب أن مُنِح وسام الشرف بمناسبة عيد ميلاد ملك بريطانيا، ونشر الأمر في الجريدة الرسمية الصادرة باللغات الثلاث في الثاني من حزيران 1943، وفي الصحف العربية مثل الدفاع.
وقد أطلق الناس على المستشفى اسم مستشفى الدكتور حمزة، وذلك لذياع صيته في شمال فلسطين.
كانت للدكتور حمزة مكانة اجتماعية مرموقة في الداخل والخارج. فقد استضاف في حيفا الوفد الدرزي السوري الذي زار فلسطين لاحلال السلام بين رجال الثورة الفلسطينية والدروز في أعقاب مقتل الشيخ حسن خنيفس في 3-4 كانون الثاني سنة 1939.
كان الوفد مكونًا من خمسة يرئسهم عبد الغفار الأطرش وزيد الأطرش. استغل الوفد وجوده في فلسطين للوساطة في خلافات أخرى في القرى الدرزية، ومنها الخلاف المؤسف الذي وقع في دالية الكرمل بين عائلتي حسون وحلبي.
يروى أن الدكتور حمزة أنشأ في فلسطين جمعية الفقير الدرزي، ولكن لا توجد معلومات عن هذا المشروع.
بقي الدكتور حمزة في البلاد بعد سقوط حيفا والنكبة. تنسب المصادر العبرية إليه أنه اختطف سيارة إسعاف وعبّأها بالعتاد الطبي وهرب بها إلى لبنان.
توفي في قريته عبية بلبنان عام 1977.