الدروز في لبنان على مر العصور تأثروا بتغيرات سياسية واجتماعية عديدة. خلال الفترة العثمانية، كانت هنا صراعا وتوترات بين الدروز والسلطة العثمانية. وبالرغم من ذلك، نجح الدروز في الحفاظ على هويتهم وأراضيهم في جبل لبنان.
خلال فترة الاحتلال الفرنسي للبنان (1920-1943)، شهدت العلاقة بين الدروز والسلطات الاحتلالية بعض التحديات والتوترات. في البداية، تعاملت السلطات الفرنسية مع الدروز بحذر، وذلك بسبب العوامل الطائفية والسياسية المعقدة في لبنان.
صورة المرفقة في ظل االانتداب الفرنسي في جبل لبنان
في الفترة الحديثة، تأثرت المجتمعات اللبنانية بالصراعات السياسية والحروب الداخلية. شهدت الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990) توترات بين الدروز والمجموعات الأخرى. ورغم أن الدروز لم يكونوا جزءًا من الأطراف الرئيسية في الصراع، إلا أنهم تضرروا من تداعيات الحرب وعانوا من الانقسامات والتشريد.
بعد انتهاء الحرب الأهلية، تم توحيد القوى السياسية في لبنان وإعادة بناء البلاد. تم توزيع السلطة وفقًا للنظام الطائفي، حيث يتم تمثيل الطوائف المختلفة في الحكومة والمؤسسات الرسمية. وبالتالي، يحتل الدروز مقعدًا محددًا في البرلمان ويشغلون مناصب في الحكومة.
الصورة المرفقة رجال مسيحيين إلى جانب رجل درزي من جبل لبنان في عام 1873.
; الدروز قدموا مساهمات هامة في عدة مجالات في لبنان، وقد لعبوا دورًا بارزًا في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية. إليك بعض المساهمات البارزة:
1. الحياة السياسية: شارك الدروز في الحياة السياسية اللبنانية وتشكيل الحكومات. فقد تم تعيين شخصيات درزية في مناصب وزارية مهمة، مثل وزير الدفاع ووزير الداخلية ووزير العدل وغيرها. كما أسسوا حركات سياسية خاصة بهم، مثل “التقدمي الاشتراكي” بزعامة كمال جنبلاط، التي لعبت دورًا بارزًا في الساحة السياسية اللبنانية.
2. الحياة الثقافية: ساهم الدروز في الحياة الثقافية بتأسيس مؤسسات تعليمية وثقافية مهمة. أنشأوا مدارس ومعاهد تعليمية لتعليم الدروز وغيرهم من الطلاب. وقد أسسوا أيضًا جامعات ومراكز بحثية، مثل جامعة الروشة. كما تميز الدروز بإسهاماتهم الأدبية والشعرية والفنية، حيث أنجزوا أعمالًا مهمة في هذه المجالات.
3. العمل الاجتماعي: اهتم الدروز بتأسيس جمعيات ومؤسسات اجتماعية لتقديم المساعدة والدعم للفقراء والمحتاجين. قدموا خدمات صحية واجتماعية وتعليمية للمجتمع، وعملوا على توفير فرص العمل وتطوير المشاريع الاقتصادية.
4. الدفاع عن الهوية الدرزية: سعت القيادات الدرزية إلى الحفاظ على الهوية الثقافية والدينية للدروز في لبنان. وقد دافعوا عن حقوق الدروز وتمثيلهم السي