وُلد قائد ثوره إقليم البلان المجاهد أسعد أبو صالح في بلدة مجدل شمس في العام 1879 لأسرة عريقة، حيث سكنت الجولان بعد قدومها من لبنان اثر صراع مع حكم الأمراء الشهابيين في سنوات 1860، وسكنوا الجولان بعد ان قدمت اليه عائلات ال فرحات من سوريا الجنوبية وال بريك من لبنان وتغلبهم على العصابات التي سيطرت على المنطقة وعاثت خرابا ورعبا في القرى المحيطة في مجدل شمس قبل اكثر من 400 عام . واستطاعت من ترسيخ مكانتها ونفوذها في المنطقة وتبوء مكانة اجتماعية وسياسية واقتصادية، فقد برز منها أبان الحكم العثماني زعامة اجتماعية وسياسية، وكان الشيخ المرحوم كنج أبو صالح المتوفي في العام 1937 احد القادة الذين تم وقفوا بشجاعة امام الوالي العثماني في دمشق ورفض تسجيل شباب المنطقة ضمن سجل الأنفس لتجنيدهم في الجيش العثماني وتدريبهم على خوض حروب تركيا. حيث انتقمت منه السلطات التركية واصدرت قرارا باعتقاله وتم سحبه وهو مكبل اليدين وراء الخيل من بلدة بانياس الى درعا، لان الوالي العثماني غضب عندما علم بأمر رفضه تسجيل شباب المنطقة الى الجندية ومن ثم تم نفيه الى جزيرة أرواد.
اعتقلته السلطات الفرنسية مع بداية الثورة في الجولان ويقول أحد المؤرخين المصرين: “حين استشهد الابن البكر للزعيم الجولاني اخطأوا عند تبليغه الخبر بين ابنه واخيه قائد الثورة فقال، الحمد لله الذي قضى بإستشهاد إبني وليس أخي، فسألوه والدهشة تعلو وجوههم، كيف وهو ابنك؟ فقال إن إستشهاد إبني لن يوقف الثورة ولكن إستشهاد أخي قائد الثورة قد يوقفها.
من المشاهد الخالدة في الذاكرة والتي سجلها التاريخ لسكان الجولان، ان الجنرال غورو أرسل أموالا ونقودا كبيرة الى أهالي الإقليم والى زعامته من ال كنج (الشيخ اسعد كنج ابو صالح، وشقيقه الشيخ كنج ابو صالح) مقابل عدم معارضتهم للقوات الفرنسية ومساعدة فرنسا في السيطرة على جنوب البلاد، فما كان من المجاهد اسعد كنج واخيه الشيخ كنج بصفته شيخ المنطقة الى ان طلب اجتماعا لشيوخ وزعماء المنطقة في المجلس الديني في مجدل شمس وقال “عار علينا ان يسجل التاريخ اننا تعاملنا مع الاستعمار الفرنسي ووقفنا متفرجين على احتلالهم “. وأرسلت الاموال الى الملك فيصل ملك سوريا الذي أصابه الذهول مما شاهده وسمعه وقال الى رسول الجولان المجاهد اسعد كنج ابو صالح( ان لكم ايها الشرفاء ضعفي هذه المبالغ في خزينة الملك فيصل، وبلغ اعتزاز العرب بموقف اهالي الاقليم”، وأصدر قراراً بتعيين اسعد كنج نقيبا في الجيش السوري.