ولد ونشأ الدكتور أنيس عبيد في عاليه، لبنان. طبيب وباحث ومؤلف وشاعر، صاحب بصمة إنسانية كبيرة حتى وُصف بطبيب القلوب، وبصمة أدبية تمثلت بإصداراته ومؤلفاته، وفي العام 1999، نشر كتابًا له باللغة العربية يتضمن قصائد شعرية، وفي يوليو-تموز 2006، نشر كتابًا بعنوان “الدروز وإيمانهم بالتوحيد” منشورًا عن جامعة سيراكيوز.
قدم الدكتور عبيد تخصص الإيكوكارديوغرافيا (Echocardiography ) إلى جامعة سيراكيوز (Syracuse) في العام 1972. وأصبح مدير إيكوكارديوغرافيا واختبار الإجهاد في مستشفى كروز في العام 1980. حصل على درجة الدكتوراه في الطب من كلية الطب في جامعة الجامعة الأميركية في بيروت عام 1957، وأكمل تدريبه ما بعد الدراسات العليا في الولايات المتحدة.
سرعان ما أصبح رئيسًا لقسم أمراض القلب في عام 1975 وأسس مركز نيويورك لأمراض القلب في عام 1983 مع زميلين. هو عضو شرف مدى الحياة في الجمعية الطبية الأميركية بالإضافة إلى العديد من المنظمات المهنية الأخرى.
كطبيب قلب معتمد من اللجنة الطبية، قام الدكتور عبيد بنشر كتاب عن الإيكوكارديوغرافيا في عام 1993 تم التعرف عليه على نطاق واسع في المجال الطبي. كتب وشارك في كتابة أكثر من 50 مقالًا علميًا في مجلات أمراض القلب المراجعة من قبل الأقران، وألقى محاضرات بشكل واسع حول مواضيع متنوعة في مجال أمراض القلب محلياً وعلى الصعيدين المحلي والوطني. أسس الدكتور عبيد مع الدكتورين دانيال فليحان ودينيس إيريك مركز نيويورك لأمراض القلب في عام 1983. هو عضو شرف مدى الحياة في الجمعية الطبية الأمريكية.
أُقيم حفل الاحتفال بعام 2015 في مركز نيكولاس ج. بيرو للمؤتمرات، مركز أونسنتر، حضره 1100 شخص وتضمن استقبالًا مُطوَّلًا وعشاءً فاخرًا وعرض تكريمي وفقرات ترفيهية قدمتها فرقة “ذا تايم ماشين”. وكانت ذروة المساء هي تكريم الدكتور عبيد.
تحتاج حياة الدكتور عبيد إلى العديد من الكتب لوصف إنجازاته بشكل صحيح، ولتوصيفه بدقة، ولمدحه ببلاغة.
بالإضافة إلى مسيرته الطبية، يشارك الدكتور عبيد أيضًا في العديد من المنظمات الاجتماعية والثقافية، بما في ذلك “حوار منطقة سيراكيوز في الشرق الأوسط” (SAMED). وقد حصل على جائزة الخدمة المتميزة من جمعية مستشفى كروز التطوعية، وجائزة الخدمة المتميزة من جمعية أطباء مقاطعة أونونداغا، وجائزة القيادة من Interfaith Works.
هو عضو مؤسس ورئيس سابق لمؤسسة الدروز الأميركية، وعضو مدى الحياة في الجمعية الدروز الأميركية. وخلال هذه الفترة، تلقى أيضًا تقديرًا وجوائز عديدة للخدمة المتميزة لمهنته ومجتمعه. وأخيرًا وليس آخرًا، أضاف إلى قائمته الطويلة من الجوائز المستحقة بجدارة، شرف السنة من الجمعية الدروز الأميركية.
التكريم في عاليه
في العام 2017، كرمته “اللجنة الثقافية الاجتماعية لمدينة عاليه”، في احتفال اقيم في قاعة جمعية الرسالة الاجتماعية لمدينة عاليه، حضره عضو اللقاء الديموقراطي النائب أكرم شهيب، الوزيران السابقان عادل حميه وعصام نعمان، رئيس الجامعة الاميركية في بيروت فضلو خوري، رئيس بلدية عاليه وجدي مراد، مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس، رئيس الفريق العربي للحوار الاسلامي المسيحي القاضي عباس الحلبي وشخصيات نقابية وعسكرية وحزبية وبلدية وفاعليات.
بعد النشيد الوطني وتعريف من العميد المتقاعد امين ابو عاصي، القى رئيس اللجنة الثقافية عفيف باز كلمة اشار فيها الى ان اللجنة دأبت منذ تاسيسها على اقامة احتفالات تكريمية لرجالات العلم والثقافة والعلماء، وقال: “اليوم اذ نكرم ابن عاليه البار الدكتور انس عبيد نكرم اهالي مدينة عاليه ولبنان باكمله”.
ثم القى الدكتور بيار رزق كلمة اصدقاء المكرم، لافتا الى انجازات الدكتور عبيد العلمية في الطب والبحوث التي ساهمت في تطور الطب.
من جهته، حيا رئيس بلدية عاليه الدكتور عبيد، وقال: “نعتز بمثقفينا ومخترعينا والمتميزين وبكل الاشخاص الذين اعطوا للبنان وللعلم الكثير”، داعيا الى “التصرف بحكمة ومحبة رأفة بنا وبلبنان”.
بعدها، تم عرض لشريط مصور عن حفل تكريم الدكتور عبيد في مدينة سيراكيوز في ولاية نيويورك.
ثم تحدث الدكتور فادي البيطار عن انجازات المكرم الطبية والعلمية التي حققها خلال عمله لمدة ثلاثين سنة في مستشفى سيراكيوز، “فكان قدوة ومرجعا علميا، وهو اول من ادخل تقنية التصوير القلبي بواسطة الذبذبات فوق الصوتية في منطقة سيراكيوز نيويورك الشمالية، وله ما يزيد عن خمسين مقالة وبحث في ارقى المجالات العلمية وكذلك له العديد من الكتب”.
وألقى كلمة العائلة شقيق المكرم المهندس سعيد عبيد، مشيرا الى “ان والدنا البناء استطاع ان يوصل انيس الذي كان دائما متفوقا في دراسته الى كلية الطب في الجامعة الاميركية في بيروت”.
بعدها، تحدث النائب شهيب فقال: “يجمعنا الدكتور انيس عبيد، شيخ الشباب، ابن عاليه الاخ العصامي المؤمن الباحث والطبيب الانساني الملتصق بوطنه وقضايا شعبه”.
اضاف: “استنجدت به في غرفة العمليات في مستشفى الجامعة الاميركية وكنت طفلا وهو الجار، وكان طبيبا متدرجا، فأنقذني. استنجدت به وبامثاله في اولى ايام الصعاب حيث التقيته في المستشفى الوطني وكنت في موقع المسؤولية، فكان ملبيا النداء قادما من بلاد الاغتراب متفقدا اهله متضامنا مع عشيرته، واضعا علمه واختصاصه وانسانيته ليبلسم جراح ابناء بلدته والجوار. لم تنقطع اخباره ونجاحاته وانجازاته العلمية في دنيا الاغتراب، فكان خير سفير لبلدته ووطنه، حيث عاش وعمل وانجز وكرم في بلد يقدر العلم ويحترم الاخلاص”.
وتابع: “ان يكرم اليوم في عاليه فهو تكريم لنا جميعا، انيس عبيد اطال الله بعمره من الاطباء الاوائل الذين لمع اسمهم علما واخلاقا وعطاء وخدمة لكل محتاج كما سيرة ومسيرة المرحومين الدكتور جميل تلحوق والدكتور عارف الريس اللذين سبقاه في الزمن، وكانت لهما البصمة الطبية في خدمة البلدة والجوار”.
واكد شهيب “ان الدكتور انيس عبيد، جار الهنا والرضى، الوطني الذي لم ينسب يوما الا لقناعاته الوطنية والفكرية، هو الاخ الاكبر لاخويه المهندسين العزيزين سامي وسعيد وثلاثة اخوات اسمى وناديا والمرحومة جمال، كان لهن دور اجتماعي مميز وبصمة طيبة وتربية صالحة لابناء واحفاد، وعلى ما اعتقد ان الدكتور انيس هو اول طبيب من عائلة عبيد الكرام الاطباء التي نحب ونعتز بها اخلاقا وانتماء وسلوكا”.
وقال: “الدكتور انيس تعود الينا فيما الوطن الاكبر يحترق وينزف والوطن الاصغر يترنح نتيجة سياسات خاطئة، تضعف المؤسسات وتلغي حريتها وتفسح المجال امام انحلال كامل وهو ما كنا نحذر منه ونعمل لتفاديه. لذلك مجددا نعيد التأكيد على اهمية التسوية الداخلية التي حفظت الاستقرار وانتجت رئاسة وحكومة وفعلت مجلسا، وحذاري ان تستمر العصبيات والعنتريات الخارجة عن المألوف في حياتنا السياسية التي تؤدي الى هز الاستقرار وزعزعة التسوية وحينها لا ينفع الندم”.
وختم شاكرا الحضور والمكرم واللجنة الثقافية لمدينة عاليه “التي لم تبخل يوما في تكريم ابنائها المجلين”، وقال: “الدكتور انيس عدت الى عاليه على صهوة انجازاتك فانطلق مزهوا بها، الميدان لك، فما انجزته في مشوار العمر يقصر عنها كل تكريم”.
واخيرا، تحدث المكرم عبيد الذي شكر اللجنة الثقافية على هذه “اللفتة الكريمة وكل من ساهم وشارك في هذا التكريم”. وقال: “وان تكرمتم علي بهذه البادرة الطيبة، فهي في الحقيقة تخص من رباني وسهر علي وبذل الغالي والنفيس لايصالي الى العلوم العالية، نعم المرحومان ابراهيم وسلمى عبيد هما اللذان غرسا هذه الشجرة التي غذتني وغذت اخوتي واخواتي”، شاكرا كل المدارس التي تعلم فيها في عاليه وصولا الى الجامعة الاميركية في بيروت.
اضاف: “ارى من واجبي ان اشارككم في بعض ما يجول في خاطري وقد تكرمتم علي في هذه البادرة الطيبة، وسأوجه معظم حديثي الى النشء الجديد وذلك ليس انتقاصا من قيمة الاباء والاجداد، اولا: لنكن طلابا للمعرفة بالاضافة الى العلم، ثانيا: ليكن احترامكم للعادات والتقاليد، ثالثا: اخلعوا عنكم نظام الطائفية في الحكم وفي ادارة شؤون الدولة، فالعلمنة ركيزة الديموقراطية”.
تكريم الدكتور عبيد لمساهماته الكبيرة في مجتمع سيراكيوز الأكبر.