فؤاد فارس شخصية استثنائية تجمع بين عالم أحياء متميّز ورائد أعمال ناجح، وهو قصة نجاح تلهم الكثيرين حول العالم.
تربى فارس في قرية هادئة في شمال فلسطين – حرفيش من طائفة الدروز، وكانت أحلامه تتجه نحو دراسة الطب، ولكنه انتهى به المطاف في مجال علم الأحياء والصيدلة، وهو القرار الذي غيّر حياته بشكل كبير.
منذ سنوات مبكرة في مدرسته، برز فارس بفضل موهبته الرياضية والعلمية الاستثنائية. فقد كان يتفوّق في الرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء، وهذا الاهتمام العميق بالعلوم أعدّ الأرض لرحلة علمية ملهمة.
بعد إتمام دراسته الثانوية، قرر فارس السعي وراء شغفه في علم الأحياء والصيدلة. تم قبوله في كلية الأحياء في جامعة القدس، حيث بدأت رحلته الأكاديمية الرائعة. ومن هناك، انطلقت مسيرته العلمية التي تركت أثرًا إيجابيًا في مجال الأبحاث الطبية والوراثة الجزيئية.
خلال دراسته العليا، عمل فارس كمساعد بحثي في مجال علم الصيدلة، وهنا تكوّنت أفكاره الرائدة حول كيفية تحسين فاعلية العلاجات الطبية. حصل على فرصة للتخصص في دراسته والمشاركة في أبحاث مبتكرة تؤثر إيجابيًا على مجال الصحة والطب.
ومع مرور الوقت، انتقل فارس إلى الولايات المتحدة لمواصلة دراسته وتطوير أفكاره في مجال علم الوراثة الجزيئية. هناك، نجح في تطوير هرمون جديد للخصوبة يُستخدم عالميًا، مما يبرهن على إمكانية تحقيق الابتكار في عالم العلوم الطبية.
عاد فارس إلى فلسطين بعد سنوات من الدراسة والبحث في الولايات المتحدة، وقرر العودة إلى وطنه لمواصلة مسيرته. أسس وأدار قسم علم الوراثة الجزيئية في مستشفى الكرمل في حيفا، وأصبح أستاذًا في قسم الأحياء البشرية في جامعة حيفا ومحاضرًا كبيرًا في كلية الطب في التخنيون(Technion ).
لكن الإنجازات لم تتوقف هنا. فأطلق فارس مشروعًا ناجحًا في مجال تصميم البروتينات الجزيئية طويلة المفعول للاستخدام السريري، وقاده إلى النجاح على الصعيدين الوطني والدولي. تم استحواذ شركة OPKO Health على شركته Prolor Biotech بمبلغ كبير، مما جعله واحدًا من الرواد في مجال التكنولوجيا الحيوية.
بالإضافة إلى إنجازاته البحثية والريادية، يتفرغ فؤاد فارس أيضًا لتعزيز التعليم والبحث في مجتمعه وبين الأقليات في فلسطين. يسعى جاهدًا لزيادة نسبة المشاركة من الأقليات في مجالات العلوم والطب والتكنولوجيا.
فؤاد فارس، هذا العالم الذي أثبت أن الأحلام يمكن أن تصبح حقيقة، يمثل قصة نجاح تشجع الجميع على متابعة شغفهم وتحقيق إنجازاتهم بغض النظر عن الصعوبات. إنه رمز للإصرار والتفاني في سبيل تقديم إسهامات قيمة للمجتمع والعلم.