الطريق إلى مذهب التوحيد يأتي من خلال المسالك التالية:
- معرفة الله تبارك وتعالى.
- معرفة رسُله وأنبيائه (صلهم).
- معرفة العلم وأهله
- معرفة العقل ومحله
- معرفة النفس وحركاتها
- معرفة الدين وقوامه.
- معرفة الحلال والحرام والخير والشر.
- معرفة الدنيا وأحوالها.
- معرفة الآخرة ومآلها.
- ضرورة حفظ الإخوان وشروطه.
أولاً: معرفة الله سبحانه وتعالى:
خير بداية لمعرفة الله سبحانه وتعالى آية الكرسي: } اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ{ [سورة البقرة 255].
وقد فرض الله سبحانه وتعالى معرفته وأوجب طاعته في أربع مواطن، بهنَّ قوام التوحيد وهي: معرفة وجوده بالقدرة والكمال، وتنزيهه عن جميع الأقوال والأفعال، وتفرده برتبة العظمة والجلال، والإقرار بالعجز عن بلوغ معرفته على كل حال. ولذلك فهو:
1- لا شريك له في ذاته:
} قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ{ [الإخلاص 1-2-3-4]
وقال أيضا: } لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ{[سورة النحل51].
2- لا شريك له في صفاته.
}فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ{ [سورة النحل 51].
3- لا شريك له في فعله.
}هَـذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِيـنَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ{ [سورة
الشورى 11].
4- لا شريك له في عبادته:
}قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا{ [سورة الكهف 110].
ثانياً: معرفة رسوله وأنبيائه:
قال تعالى: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ۖ { [سورة النساء 59].
إن الله تبارك وتعالى لما خلق الخلق، وفرض عليهم المعرفة وأمرهم بالطاعة، علم أنهم عاجزون عن ذلك، ولا سبيل لهم إليه إلا برسولٍ مؤيد يُرشدهم إلى مسالك المعرفة، ويهديهم إلى مراقي الطاعة، ويعرّفهم الحق ويحثهم عليه، ويعرفهم الباطل ويحذرهم منه، فأوجد لهم الرسول الصادق في الإبلاغ والنصيحة، والأمثال المضروبة الصحيحة، وفرض على الخلق معرفته بعد معرفة ذاته، والشهادة بالرسولية، بعد الشهادة بالوحدانية من اجل الغاية الأبدية حيث قال: }يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍۚ{ [سورة القمر 6] وقال أيضا: }وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ{ [سورة غافر 78] .
ثالثاً: معرفة العلم وأهله:
قال تعالى: }وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا { [سورة النساء 113]
إن الله سبحانه وتعالى، لما فرض على الخلق معرفته ومعرفة رسوله، علم أن لا سبيل لهم إلا بعلمٍ مبسوط فأنزل الله سبحانه وتعالى علماً مبيناً على ألسن رُسُلهِ الصادقين، وأوضع معناه لِما أفاضته الأنبياء المُرسلين، وأوضحته الملائكة المقربين، وعلمته الأولياء الصالحين. فإن بمعرفة العلم يَصُح العمل، ولا غنى للعبد من علمٍ يقتنيه، وعالمٍ يُرشِدُهُ ويُهديه، وقيل الناس إثنان: عالم أو طالب علم، فإذا لم تكن عالماً فكنّ طالبَ علم، وإذا لم تكن طالب علم فكن راغباً بالطلب، وإذا لم تكن راغباً في الطلب فكن محباً للعلماء والطالبين والراغبين في طلب العلم وهي أضعف معرفة ولكنها منزلة فوق منزلة المنكر لفضل العلم وشرف أهله، قال تعالى: } وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا{ [سورة الإسراء 85] وقال ايضا }لَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيم{ ٌ[سورة لقمان 27].
وقد جعل الله سبحانه وتعالى من خلال علومه حدوداً بعضها ما هو تحت تصرف الإنسان والآخر ما ليس تحت تصرفه، قال تعالى: }وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ {[سورة الطلاق 1] وعلى أبنائنا أن ينتبهوا إلى أهمية هذه الازدواجية المرتبطة بالهبة الإلهية والمهمة الملقاة على عاتق الإنسان. فالإنسان سواء كان ذكراً أم أنثى قادر على العطاء الذاتي الحر وفي الوقت عينه هو منادى بفعل النعمة إلى عقد ميثاق عهد مع الخالق لا يستطيع أي مخلوق آخر أن يقدمه عوضاً عنه.
رابعاً: معرفة العقل ومحله:
إن الله سبحانه وتعالى علم أن العبد غير قادر على معرفة ما ذكر أعلاه إلا بالعقل وإعانته، فأوجده وقرر معرفته، والعقل هو المعين على درك المعارف كلها، وهو رئيس النفس في الحقيقة والمدبِّر لها، فبمعرفة العقل وإتباعه يسلم الإنسان من الجهل، ومن سلم من الجهل فقد علم بما أوجبه الله تعالى عليه. فالعقل هو الملك والنفس والجسم رعيته، والشهوات الخارجة عن نظام العقل هي أعداء له، وكذلك النفس متى حُرِمَتْ توجيه العقل آلت أعمالها ومساعيها إلى الفساد. وقال تعالى: }وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ{ [سورة الملك 10].[1]
خامساً: معرفة النفس وحركاتها:
قال تعالى: }ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ{ [سورة البقرة 281].
على الإنسان أن يعرف نفسه وحركاتها، لأنه لا يصح لأحد معرفة على التمام إلا بعد معرفة نفسه، وهو أن يعرف أنها صفوة المخلوقات كلها، وإنها من عالم البقاء، وأنها حيّة جوهرية شفافة، عالمة، عاقلة، معقولة بحبائل العقل، ثم يعلم أنها أمَّارة بالسوء، عاجزة، جاهلة، مُهدَّدة بحبائل إبليس، وأنها متحركة لا تسكن أبداً، فيها قوى الخير والشر، وهي قابلة للحالين، فإذا علم الإنسان ذلك كان عليه محاربتها ومحاسبتها، فلا يُطلقها من رعاية العقل ومواعظ التهذيب.
وقال تعالى: }يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا{ [سورة آل عمران 30] .
سادساً: معرفة الدين وقوامه:
وخير ما يُستفتح به الحديث عن الدين الفاتحة.
} بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ – الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ – الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ – مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ – إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ – اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ – صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ { [سورة الفاتحة1-2-3-4-5-6-7]
إن مذهب التوحيد فرعٌ من ديانة الإسلام. فالإسلام باب الإيمان، والإيمان باب التوحيد، وبُني الإسلام على خمسة: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم شهر رمضان والحج إلى بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلاً، وأما أوامره ونواهيه فأكثر من أن تُعد أو تُحصى.
فالدين اسم لجميع ما يُتعبد به الله سبحانه وتعالى حقيقةً، وعلى السالك أن يعرف أنه الحق من ربه، وأن الله تبارك وتعالى أراده قواماً له، فلا يزيد في ملك الله طاعة من أطاع، ولا ينقص من ملكه معصية من عصى، وإنما هي “أعمالٌ منكم واردة وعليكم عائدة” لقوله تعالى: }مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا{ [سورة فصلت 465].
سابعاً: معرفة الحلال والحرام والخير والشر:
من الواجب أن يميّز الإنسان بين الحلال والحرام. فالحلالُ أمر والحرام نهي، الحلال خير والحرام شر، الحلال نفع والحرام ضر، الحلال طاعة والحرام معصية، والحلال بيّن والحرام بيّن، والخير معروف والشر مكشوف. فالأعمال كلها بين هذين الحالين، وإن كان بينهما اشتباه فواجب على كل عاقل الوقوف عند المشتبه به واجتنابه.
فقال تعالى: }قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ ۖ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ{ [سورة يونس 59].
ثامناً: معرفة الدنيا وأحوالها:
إن الله سبحانه وتعالى أوجد للإنسان الدنيا كاملة تامة، بما فيها من الأجناس والأنواع والنبات والحيوان، وفرض عليه معرفة حالها وتمييز حرامها من حلالها. إن الله خلقها كاملة النظام، وأرادها لإرادةٍ له فيها وهي الإنسان، وجعلها محبوبة مطلوبة، موهوبة مسلوبة، وجعل فيها مراقي ومهاوي، ومسالك ومهالك، وجعل لها طرقاً شتى، منها ما يُحمَد، ومنها ما يُذَم. وليعلم الإنسان بأنها سُميت بالدار، لأنها دار ممر لا دار مستقر، لا تبقى على حال سريعة الزوال، وأنها دار الفناء والارتحال. فمن عرفها كما هي وسلك فيها مسالك الرجال، طلب ما يُحمَد مآله ويُحسن ارتحالهُ آخذين بقوله تعالى: } بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا- وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ {[سورة الاعلى 16-17].
تاسعاً: معرفة الآخرة ومآلها:
على كل إنسان أن يعلم أنه لا بد من يوم يحاسب فيه، ويُجزى على الحسنات والسيئات، ويُسأل عن القليل والكثير. عن عمره فيما أفناه، وعن جسده وكيف أبلاه، وعن علمه وما عمل فيه، وعن ماله وكيف أنفقه. فكل إنسان مسؤول عن نفسه لا ينفعه مالٌ ولا بنون، وإنما ينفعه كلمة حق نطق بها، وقليل من خير أدّاه، أو معروف أسدّاه فقال تعالى:} يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ- إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ{[سورة الشعراء 88-89]، يوم قيامة الحق لإزهاق الباطل، فيه تذهل كل مرضعة عما أرضعت، وتجد كل نفسٍ ما عملت من خيرٍ وما عملت من سوء. وقيل سميت آخرة لتأخير ما فيها من الثواب والعقاب. جعلنا الله وإياكم من الفائزين ومن الذين سمعوا القول فاتبعوا أحسنه فقال تعالى:}الم – تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ – هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ – الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ{ [سورة لقمان 1- 2 -3-4].
عاشراً: ضرورة حفظ الإخوان وشروطه:
إن الله سبحانه وتعالى لما خلق الإنسان، وهيأه لعلم البيان، وفرض عليه ما ذُكر أعلاه، أوجب مع المعرفة والعلم أعمالاً تُوصِلُ إليها وتدِلُ عليها، ولا تُحقِق الأعمالُ النتيجةَ المرجوّة إلا بالإخلاص والتجرُّد، وهو خير ما يتبعه الإنسان. ولا يتم الإيمان إلا بحفظ الإخوان، وأول المحافظة معرفة، ثم مودّة، ثم ألفة، ثم محبّة، ثم صحبة، ولا تتم هذه الأمور إلا بالإخلاص والصراحة والصفاء لقوله تعالى: }إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ{[سورة الحجر 47]. والصُحبة إذا صحت شرائطها كانت أخوَّة، وشرائطها أنها لا تحتمل المُخاصمة، ولا الاستهزاء، ولا المُزاحمة، ولا الغيبة، ولا النميمة، ولا النقيصة، ولا الوقيعة، ولا التهمة، ولا قبح الذُم، بل تكون لصاحبك الكبير كالإبن، ولنظيرك كالأخ، وللصغير كالأب، وأجل الأخوان والأصحاب أعلمهم، فإن استووا فأعملهم، فإن استووا فأسنهم، فإن استووا فأقدمهم.
وأجل الإخوان أحسنهم خلقاً، وأكثرهم أدباً، وأوفاهم عهداً، وأقلهم حقداً، وأوسعهم برّاً، وأعظمهم احتمالاً، وأصحهم وعداً، وأقربهم قلباً، وأصدقهم قولاً، وأكملهم عقلاً.
واعلم أن أفضل المجالس هي مجالس العُلماء، وإن جُلسائك ثلاثة: جليس تستفيد منه، وجليس يستفيد منك، وجليس لا تستفيدُ منه ولا يستفيدُ منك، فأما الجليس الذي تستفيدُ منه فلازمه، والجليس الذي يستفيد منك فأكرمه، والجليس الذي لا يُفيدُك ولا تُفيدُهُ فاهرُب منه، وعليك بمكارم الأخلاق حيث صدق الشاعر حين قال:
” أنما الأمم الأخلاق ما بقيت إن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا”.
فبالأخلاق الحميدة سادَ من سادَ من جميع العِباد لأنها مولود العقل وبه قامت، ومنه ظهرت، وعنه خرجت، فكن لها طالباً، وفيها راغباً، لعلّك تبلغ منها ما يُجملُّك في حياتك ويعود عليك ثوابه في مماتك.
في الختام: في الآية الكريمة التالية يُستَكمل معنى الإيمان حيث قال تعالى: الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ[2] وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء[3] والضَّرَّاء[4] وَحِينَ الْبَأْسِ[5] أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ{ [سورة البقرة 177].
معارف توحيدية
تعريف صادر عن مكتب مشيخة عقل طائفة
الموحدين الدروز – بيروت
[1] السعير تعني النارو تدل هذه الاية بوضوح ان من يهمل عقله، ولم ينظر به ويحاكم ما يسمع ويرى فهو مسؤول امام الله، ومستحق للعذاب حين يلقاه، وأية خطيئة اكثر جرما ممن اهمل اسمى ما يمتاز به من سائر المخلوقات.
[2] أي في تحرير العبيد من الرق.
[3] الفقر.
[4] المرض وغيره.
[5] وقت الجهاد.
المصدر