الموحدّون عرب خلّص حافظوا على نقاوة الدم العربي وعلى أصولهم بحصر التزواج فيما بينهم. وهم مجتمع محافظ يتوارثون الجميل والأصيل من العادات والتقاليد، ولقبهم “بنو معروف” يعني أنهم أهل القيم والفضائل والأعمال الحسنة كالجود والصدق والأمانة والنخوة والنجدة والمروءة وإغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج، وغير ذلك من المكرمات، ومن أهم الصفات التي يتحلّى بها أكثريتهم وتظهر فيهم بنسبة عالية، ما يلي:
– الصـدق: وهو أولى الفرائض الدينية ورمز للخير، وكلمة “قلت” عند الموحّدين عموماً، وعند رجال الدين منهم خصوصاً، حجّة ملزمة كالاتفاقية والصك الموقّع والمضمون بالشهود. ولا داعي للحلف ولكتابة العقود عند الكثيرين، وعمليات البيع والشراء لا تزال تجري في بعض القرى، الغير ممسوحة بالكلام والوعد، ومقابل الالتزام بالكلمة في التعامل على الصعيد الاجتماعي، هناك الالتزام بالمواقف والمبادئ على الصعيد السياسي.
– الشجاعة: وهي ميزة شبه عامة عند الموحدين، يستمدّونها من بيئتهم الطبيعية الجبلية، ومن بيئتهم الثقافية الاجتماعية. ففي معتقدهم ان العمر محدود، “وابن تسعة لا يموت ابن عشرة”، و”من له مدّة لا تقلته شدّة”. وشجاعتهم تظهر في مجالات عديدة أهمها حروب الدفاع عن النفس والكرامة والأرض. وقد أشاد بها كثيرون كالقائد إبراهيم باشا المصري الذي قال إنه حارب أقواماً كثيرين “ولم يرَ جماعةً أشد بأساً واثبت موقفاً من الدروز”.
– الكـرم: هو أيضاً كالشجاعة ميزة شبه عامة عند الموحّدين. ومن مظاهره حسن الضيافة والبيوت المفتوحة، والسفرة الممدودة، وإطعام الجائعين، وإيواء الغرباء. ومن أبرز الأمثلة التي تقترن بالإنسانية والوطنية، استضافة موحّدي جبل العرب في سورية في الحرب الكبرى لما يوازي نصف عددهم من المحتاجين من مختلف المناطق والطوائف يوم عزّ الرغيف وغلا ثمنه ومات ثلث سكان جبل لبنان من الجوع، واستضافة موحّدي جبل لبنان ثابتة في التاريخ لإخوانهم في العديد من المناطق في الفترات الحرجة، وقد أشاد بكرمهم الكثيرون ومنهم أمير الشعراء أحمد شوقي، الذي قال فيهم وفي دفاعهم عن الأوطان ما يلي:
ولكن ذادةٌ وقراةُ ضيفٍ كينبوع الصفا خشنوا ورقّوا
– التسامح: ومن وجوهه الصفح عن الجرائم والإساءات، والتنازل عن الحقوق، وهذا سهل عند الموحّدين في حال تقديم اللياقات الضرورية. والتسامح الديني الذي برز في تعايشهم وإقامتهم أحسن العلاقات مع أبناء الطوائف والمذاهب الأخرى، بالإضافة إلى التسامح السياسي الذي تعّزز بغياب أي مشروع سياسي خاص بهم يوم كانوا في ذروة مجدهم وأوج قوتهم، وبغياب أي حزب سياسي خاص بهم يوم كثرت الأحزاب الطائفية والمذهبية في لبنان.
– الشمم والإباء: يقول محمد كرد علي في معرض حديثه عن الموحّدين “إنهم لم يفقدوا أصولهم العربية ومن شأنها الشمم والإباء، فهم يتنزّهون عن كل ما يمس الكرامة ويترفّعون عن الأعمال الغير أخلاقية والغير شرعية حتى لو كانت سبيلاً إلى الثروة والنفوذ، ويفضّلون الموت على الإهانة والتحقير، هم يعتبرون التسوّل ذلاً، لذلك يتحمل ففراؤهم أقسى حالات الحاجة والفقر والعوز ولا يمدّون يدهم للتسوّل.
وتتميز المرأة التوحيدية بالشرف والعفاف والفضيلة واللباس المحتشم ونعتبر رسالتها الأساسية التربية الصالحة، ويقتضي تشجيعها على الالتزام بهذه الرسالة.