كتب الأديب اللبناني الراحل مارون عبود قصيدة يصف فيها أبناء طائفة الموحدين الدروز، ويقول فيها:
قالوا الدروز فقلت جيل معرق العقل دين والوفاء الموثقُ
والصدق شرعتهم فإن عاهدتهم بروا وإن نطقوا بأمر يصدقوا
خلق الأسود متى يمس حماهم وسخاء حاتم طيء إن يطرقوا
تمت مروءتهم فإن ناديتهم طاروا إليك عصائبا تتدفق
ربضوا بباب الشرق خير ضراغم تحمي العرين فأين منه الأبلقُ
غنت سيوقهم أناشيدا شجت قلب العروبة واستعز المشرقُ
فإذا مشت بيض العمائم للوغى حم الفضاء فكل شيخ بيرقُ
وفتاهم يلقى الجموع من نيرانهم وسيوفهم ككواكب تتألق
وتضئ أوجههم إذا طابيتهم وتخالهم جنا إذا ما أطبقوا
فإذا سئلت عن الدروز فقل هم قوم لهم في كل حال منطقُ
إن تستفرهم فقل خاب الرجا العقل يعقد والسيوف تطلق
يستلهمون البر في خلواتهم متنسكين وإن جنفت استفرقوا
ما قصرت عن غاية فرسانهم فاستنطقوا تاريخهم تستوثقوا
يمشي الدم العربي في أعراقهم صرفا صراحا والدليل المنطق
لم لا تصان أصولهم وفروعهم والباب في وجه البرية مغلق
فهم ذووا الجبل الطريل نجاده حلوا رباه وفي ذراه تعلقوا
تتدهور الأرياح عن جنباته وعلى ذوائبه الصواعق تزلق
لاذوا به مستعصمين ومذ غدا حصنا لهم عزوا به وتفوقوا
وتألبوا عصبا تصون ذماره فرعت سيادته قلوب تخفق
فإذا تعرض للمطالع أرعدوا وإذا تشير إليه كف أبرقوا
سبع وعشرين انقضت في ظلهم لله ظلهم المنيف المورق
فإذا أقول عشيرتي فهو الوفاء يملي علي فما هناك تملق
فأنا موطنهم بفضل منهم والفضل يعرفه الدروز السبق
قد هون الموت اعتقادهم فما أجسادهم إلا تراث بنفق
فإذا هززت هززت رمحا طيعا وإذا سللت سللت سيفا يفلق
وإذا تنمر طارئ صاحوا به ابشر فإن السيف حي يرزق
نحن الألى هان الممات عليهم الروح تبقى والقميض يمزق