يروي المؤرخ ابراهيم جودية أنه في أيار 1927 وعندما انتهت معارك الثورة السورية الكبرى وانتقل الثوار إلى منطقة الأزرق في الأردن، تعهدت بريطانيا لفرنسا بإنهاء الثورة وحاصرت الثوار بشتى الوسائل من قهر وتجويع حتى غادروا إلى وادي السرحان، ولتبدأ رحلة العذاب في هذه الصحراء القاسية والحاجة الماسة إلى الأطعمة للأطفال والنساء.
وقد أعلم سلطان باشا الأطرش وطلب النجدة من مفتي القدس أمين الحسيني، وفعلاً أنجدهم المفتي وكلّف صبحي الخضرا بمرافقة قافلة إغاثية تحمل مستلزمات الحياة. وبعد رحلة شاقة وصلت القافلة الى وادي السرحان -الحديثة- وكان لها الأثر البالغ في إنقاذ المجاهدين وعائلاتهم.
ولاحظ صبحي الخضرا ان المجاهدين يستخدمون ملاعق خشبية صُنعت من الصناديق المعبأة بالإعانات لعدم توفر الملاعق المعدنية. وقد استأذن صبحي الخضرا من القائد العام للثورة بأخذ هذه الملاعق، وعندما عاد للقدس تحدث الى أعضاء المجلس الإسلامي الأعلى عن معاناة الثوار والدليل هذه الملاعق التي يأكلون بها…. فأمر المفتي الحسيني بأن توضع هذه الملاعق في المسجد الأقصى، وكتب عبارة بجانبها (من أراد أن يرتبط بالأرض والكرامة الوطنية عليه أن يتأمل ويأكل بملاعق الدروز).
وبقيت هذه العبارة موجودة بالجامع حتى عام 1948.