خاص “كيان 24”
“أميغو العرب”، الصوت العذب الذي حفظه اللبنانيّون وأحبّه جيل السبعينيات والذي حفر في ذاكرتنا حتى اليوم.
حكمت وهبي، الإعلامي الشهير وإبن بلدة بطمة الشوفية في لبنان، ولد في شهر كانون الثاني من العام 1952. بدأ مسيرته الفنية في مرحلة مبكرة من عمره، على خشبة المسرح أوّلًا وبالمشاركة في بعض المسرحيات، ثمَّ انتقل لاحقًا للعمل في مجال الإذاعة. ففي مطلع فترة السبعينات اكتشف بيار جدعون وإدمون حنانيا موهبة الفنان حكمت وهبي ومن ثم طلبوا منه مشاركتهم في “مسرح الساعة العاشرة” على خشبة كازينو لبنان حيث قام بتقليد مجموعة من الفنانين.
وفي عام 1976 كانت انطلاقته بعدما عُرض عليه العمل في إذاعة مونت كارلو. وظلّ يعمل هناك طيلة 17 عاماً وقام بإدخال اللهجة العامية إلى الأثير بعد أن كانت الفصحى هي السائدة. قدّم برنامج “ملاعب الصغار” على التلفزيون اللبناني برفقة الفنانة سمر الزين واستطاع من خلاله، في 300 حلقة، أن يصل إلى القلوب بأسلوبه الجذاب وطريقته المقبولة، وتميّز ببرنامجه الشهير “مرسال الهوى”. يقول المخرج نقولا أبو سمح: “يوم كنتُ أبحث عن شخصية قريبة من القلب لتقديم برنامج “ملاعب الصغار”، لم أجد سوى حكمت”. فقد كان المذيع اللامع حيث حمل في قلبه شوق محاورة كلّ الناس ورغبة في مغازلة وجدان الشباب من ملايين المستمعين.
بعد ذلك، قرّر الاستقالة فترك الإذاعة وتوجّه إلى العمل في إذاعة الشرق في باريس.
عالم التمثيل
أما على صعيد التمثيل فقد شارك في مسلسل “ويبقى الحب” مع عبد المجيد مجذوب وآمال عفيش، وأعجب به الفنان القدير رشيد علامة فأسند إليه دور البطولة في مسلسل “اليد الجريحة”، فيلم “حسناء وعمالقة”، فيلم “آخر الصيف” وغيرها من الأعمال الفنية. ورغم أنّه لم يحترف الغناء إلا أنّه قدّم عدداً من الأغنيات أشهرها “آه يا تمارا” التي لا تزال تُردّد حتى اليوم، وكذابة ويا مسافرة وإنت وحدك وغيرها.
تزوج من الفنانة هلا علامة ورزق منها بإبن وحيد اسمه جاد. ولم يُخطئ من قال “مين خلّف ما مات”، فقد ورث جاد وهبي الموهبة من “أميغو” وهو اليوم إعلامي ومقدم برامج في راديو الرابعة في الإمارات.
صوت “مونت كارلو”
الفنان حكمت وهبي الذي يعتبر منارة إعلامية لن تتكرّر في تاريخ لبنان، والذي انطلق عبر إذاعة مونت كارلو، توفي في 10 شباط من العام 1992 عن عمر يناهز 40 عاماً. حكمت وهبي الذي لم تعرف قبله الإذاعات الكثير من ظواهر المذيعين القادرين على ملء فضاء الصوت بالكلام، فوجئ بأنّه مريض بالسرطان في المخ وفقد الذاكرة أثناء حديثه على الهواء على إذاعة الشرق. فودّع جمهور فنجان قهوة سكر زيادة، لينصرف إلى رحلة العلاج مع السرطان وتوجّه إلى المستشفى وترك العمل في الإذاعة، وقرّر أن يقضي أيامه الأخيرة وسط أهله. ورغم أن عمره كان قصيراً إلا أنه ترك بصماته التي ما زالت ثابتة في قلوب الملايين.