تقاطر أكثر من عشرين الف مواطن من جميع المناطق اللبنانية والسواح من كل لبنان إلى منطقة راشيا الوادي، للمشاركة في “يوم الدبس في راشيا” في نسخته السادسة، والذي اقيم في سوق راشيا الأثري، وعلى امتداد الشوارع المؤدية الى السوق وعند معصرة القضماني، والذي اقيم برعاية وزير السياحة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور وليد نصار، بدعوة من جمعية “راشيا أند بيوند” RACHYA AND BEYOND، ومؤسسة الفرح الاجتماعية، وبالتعاون مع بلدية راشيا والمجتمع المحلي، في مهرجان جمع لبنان في راشيا.
يوم الدبس الذي تحول الى يوم وطني جامع، تضمن مشيا في الطبيعة، قطاف عنب، زيارة المعاصر والسوق الأثري وتذوق وشراء المنتجات البلدية واستكشاف الأشغال اليدوية، وزيارة قلعة الاستقلال، وعرائش العنب على سفح جبل حرمون وعرض مأكولات قروية، ومسابقات وجوائز وعزفا وغناء وموسيقى.
وخلال افتتاح مهرجان الدبس في سوق راشيا، تحدّثت رئيسة لجنة مهرجانات بيت الدين السيدة نورا جنبلاط فقالت: “يوم عظيم واحتفالية كبيرة، لنتعرّف على المنطقة وجماليتها وتراثها مع القلعة التاريخية وأسواقها، فالزوار أتوا من كل مناطق لبنان، فراشيا من أجمل البلدات في لبنان. وهذا يوم تستحقه راشيا ويستحقه كل لبنان”.
وقال عضو كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب وائل أبو فاعور: “أرحّب بكل الزائرين اليوم، وأشكر وزير السياحة على دعمه، وإن لم يستطع الحضور لظروف خاصة، لكنه قدّم كل الدعم الممكن للموسم السياحي الماضي في منطقة راشيا، كما أشكر حضور الست نورا جنبلاط التي تُمثّل طيف الرئيس وليد جنبلاط التي تعشقه وتعيشه هذه المنطقة، كما ان الست نورا هي الملمح الحضاري والثقافي للسيدة اللبنانية والعربية”.
وأضاف: “هذه الاحتفالية أصبحت تقليدا سنويا، وأشكر كل الجمعيات التي شاركت من راشيا اند بيوند، جمعية فرح الاحتماعية، بلدية راشيا، رفاقي في منظمة الشباب التقدمي في الحزب الاشتراكي والاتحاد النسائي، فالاحتفالية هذه أصبحت مقصدا سنويا لإبراز راشيا الحضارة والثقافة، راشيا جبل الشيخ والمخزون الروحي، وقلعة الاستقلال والسوق الجميل”.
وتابع: “كل طموحنا أن تتحوّل راشيا إلى مقصد سياحي دائم”.
بدوره، رحب رئيس جمعية “راشيا أند بيوند” الناشط البيئي نزار مهنا بالحشود القادمة من كل لبنان إلى سوق راشيا، مؤكدا أن “الجمعية منذ تأسيسها تقيم هذا اليوم الجامع للتأكيد على هوية راشيا والمحافظة على هذا التراث الخاص بالمنطقة، ونحن معنيون بالسياحة البيئية والتراثية والقروية، وهو يوم ليس فقط لتسويق المنتوجات بل ايضا لتمتين روابط الألفة والمحبة والفرح، وجمعيتنا بالشراكة مع مؤسسة الفرح الإجتماعية تنظم هذا النشاط للسنة السادسة ليكون مساحة فرح وتلاقٍ، وللإضاءة على أهم منتج في راشيا، وهو دبس العنب العالي الجودة. اضافة الى العسل والمونة البلدية على مختلف انواعها، ويشمل هذا اليوم رحلة مشي في الطبيعة وفي البلدة وزيارة المعاصر والتعرف إلى معالم راشيا وبيئتها وتذوّق منتوجاتها”. معربا عن فرح الجمعية لنجاح هذا اليوم الاستثنائي في تاريخ راشيا والذي جمع كل لبنان.
واكد رئيس بلدية راشيا رشراش ناجي ان “ما تشهده راشيا اليوم وسام تستحقه وتكريم من كل لبنان لبلدة الاستقلال والمحبة والعيش الكريم، وهو ليس فقط يوما لتصريف انتاج المزارعين والمصنعين، بل يوم التلاقي والتعارف والتضامن الوطني بأبهى صوره”، مؤكدا ان “راشيا تفتح قلبها اليوم لكل لبنان ولكل الضيوف من مختلف أنحاء الوطن، لاننا ابناء حياة ونؤمن بالمحبة وبالقيم”. وشكر الجمعيات المنظمة والمشاركة وكل الذين تعاونوا لانجاح هذا اليوم المميز.
وتوجه آلاف المشاركين الى معاصر دبس العنب وزيارة الكروم في راشيا.
وبارك رئيس تجمع الصناعيين في البقاع وخلال مشاركته في يوم الدبس لراشيا “هذا التميز”، واعتبر ان “في راشيا قلعة الاستقلال وقلعة المقاومة الصناعية من خلال ما تقدمه راشيا يبعث الامل بان لبنان باق ومستمر”.
وقال عضو مجلس إدارة نقابة الصناعات الغذائية في لبنان حسين القضماني: “يوم الدبس هو لتعزيز ثقافة الإنتاج وتعزيز فكرة المبادرات الفردية، لانه لا مجال لبناء دولة الا ان يكون المواطن منتجا، ويكون مواطنا حرا يمتلك رؤية تحقق كرامة الانسان”، معتبرا ان “يوم دبس العنب يوم وطني واقتصادي جامع، يوم محبة وتضامن وألفة”، ورحب بكل الضيوف الذين قصدوا راشيا، معربا عن شكره لكل من ساهم في نجاح هذا اليوم الاستثنائي.
اما صاحب شركة Grapeful لتصنيع دبس العنب بهاء القضماني فقال :”اليوم هناك ما يقارب 200 منتج في السوق، واليوم يستفيد اكثر من 250 مزارعا من مزارعي العنب لتصريف انتاجهم لعدم قدرتهم على التسويق الى الخارج”، مشيرا الى ان “قطاع التصنيع الغذائي يوفر فرص العمل ويثبت المزارعين في قراهم، وهذا اليوم مميز في راشيا وجمع كل لبنان ونوه بمحبة كل لبنان لهذه المنطقة، التي تعد من اجمل البلدات اللبنانية ومن اروع المناطق السياحية والبيئية”.
وتضمن معرضا للمونة البلدية التي تميزت بأصنافها المتعددة، حيث كان لعسل منطقة راشيا وقراها البصمة المميزة في معرض المونة، اضافة الى اصناف اللبنة والمربيات والحلويات والمأكولات البلدية من انتاج بيوت ومعامل راشيا ومعارض للمصنوعات الحرفية والزينة والاكسسوار والتطريز والادوات المنزلية الحرفية.
وتميز مهرجان الدبس في نسخته السادسة بحسن الإستقبال والتنظيم وتأمين المواقف وسلامة الوافدين من مختلف المناطق اللبنانية، اضافة الى وجود المرشدين من أعضاء جمعية “راشيا أند بيوند” ومنظمة الشباب التقدمي والبلدية وعناصرها.