في العام 2022 منحت مجلة “تايم” الأميركية لقب “امرأة العام” لـ12 سيدة، بينهن اللبنانية ابنة بعقلين-الشوف، المحامية أمل علم الدين. ووصفتها المجلة بـ”القوية التي لا تتراجع عن قضاياها”، بالإضافة إلى دفاعها عن النساء ضحايا الفظائع الجماعية والعنف الجنسي واللواتي سيحصلن على العدالة.
وقد كُرّمت علم الدين على وجه الخصوص، وتصدّرت صورتها الغلاف، لعملها مع ضحايا تنظيم “داعش” الإيزيديين/ات في جبل سنجار العراقي. وأشارت التقارير إلى أنّ المحامية اللبنانية لا تحبّ أن تتحدّث عن نفسها، وهي الناشطة المتخصصة في القانون الدولي وحقوق الإنسان، المولودة في 3 شباط 1978. وكانت التقت في العام 2013 بالنجم الهوليوودي الوسيم وأشهر العازبين جورج كلوني خلال مناسبة جمعتهما بأصدقائهما في بحيرة كومو بإيطاليا. ومنذ أعلنت مجلة “بيبول” الاميركية نبأ ارتباط كلوني وعلم الدين، في نيسان 2014، حتى صارت المحامية تحت مجهر الصحافة العالمية.
ابنة الجبل
ابنة الجبل عاشت في بيروت، وهي ابنة الصحافية بارعة علم الدين (في جريدة “الحياة” اللندنية المحتجبة)، ووالدها عمل كأستاذ في العلوم السياحية. أمضت أعوام طفولتها وبنت صداقاتها الأولى في مدرسة “لويز فيغمان”-إحدى المدارس الفرانكوفونية النخبوية في بيروت، قبل أن تغادر لبنان قسرياً مع عائلتها إثر الاجتياح الإسرائيلي العام 1982.
وأمل، التي غادرت طفلة مع عائلتها، إلى لندن، سكنت في شقّة قريبة من متاجر “هارودز” والتحقت بمدرسة “الليسيه الفرنسية”. طال أمد الحرب اللبنانية وتأخرت العودة بالتالي، فانتقلت العائلة للعيش في منطقة تبعد قليلاً من العاصمة البريطانية. والتحقت أمل خلال مشوارها الدراسي، بأبرز الجامعات البريطانية لتتخرج في “أوكسفورد” حاملة شهادة القانون الدولي وحقوق الإنسان، ثم حصلت على “ماستر” في القانون من جامعة نيويورك.
ارتبط اسمها بالعديد من القضايا البارزة والشائكة. أحبّت العمل في الشؤون الدولية، فانضمّت إلى محكمة يوغوسلافيا الخاصة، حيث تعاونت مع المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية سيرج براميرتز الذي أصبح أيضاً رئيس اللجنة الدولية المستقلّة المكلّفة التحقيق في مقتل الرئيس رفيق الحريري، وطلب منها الانضمام إلى فريق المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. فانتقلت إلى لبنان قبل أن تضطر مرة ثانية لمغادرته بسبب العدوان الإسرائيلي العام 2006.
مع كوفي أنان
كما عملت في العام 2012 مع كوفي أنان، عندما كان المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا. وعملت كوكيلة دفاع عن مؤسس موقع “ويكيليكس” جوليان أسانج، ورئيسة الوزراء الأوكرانية السابقة يوليا تيموشينكو عندما كانت هذه الأخيرة في السجن.
وفي أواخر العام 2016، أنشأ أمل وجورج كلوني “مؤسسة كلوني للعدالة”. ولديها برنامج “مراقبة المحاكمات” التي تتعرض فيها حقوق الإنسان للخطر، سعياً لتحقيق العدالة من خلال المحاسبة على الجرائم الدولية وانتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك محاكمات الصحافيين وغيرهم من الفئات الضعيفة والمهمشة ومجتمع الميم. وتساعد المؤسسة الأطفال في بعض مناطق النزاعات في العالم.
الشخصيات الأكثر تأثيراً
اعتُبرت بين الشخصيات الأكثر تأثيراً في بريطانيا، في لائحة The 1000 Power List of 2014 لصحيفة London Evening Standard متغلّبةً على الأميرة كيت ميدلتون. وقد سجلت علم الدين المرتبة الرابعة في تلك اللائحة، وكانت المرأة الأولى فيها بعد ثلاثة رجال. وأكدت الصحيفة البريطانية أن اختيار أمل لم يكن بسبب زواجها من جورج كلوني، بل بسبب دفاعها عن التراث اليوناني والدور الذي تقوم به بين أثينا ولندن لاستعادة بعض التماثيل اليونانية القديمة.