طار إلى العالمية قبل عمر الثلاثين. وضاح ملاعب، أفضل مبتكر في العالم العربي وصانع الأمل للبنان واللبنانيين في الوضع الصعب.
أسس إبن بلدة بيصور في قضاء عاليه (DLOC Biosystems) في عام 2017، وهي شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا الحيوية تطور شرائح بيولوجية قادرة على تشكيل نسيج خلايا تشبه كثيرًا تلك الموجودة في جسم الإنسان. ويتيح ذلك للشركات تجربة الأدوية والتنبؤ بدقة بمدى فاعليتها قبل تجربتها على الإنسان. ومن المتوقع أن تجعل هذه التكنولوجيا التجارب السريرية أرخص وأكثر أمانًا. كما تهدف التقنية الجديدة إلى أن تصبح بديلًا عن التجارب على الحيوانات في المستقبل. ولدى وضاح 5 أعوام من الخبرة البحثية في هندسة الأنسجة والهندسة الطبية الحيوية. كذلك اخترع أول مفهوم لشريحة (DLOC) في عام 2017 خلال أطروحة الماجستير في الجامعة الأميركية في بيروت.
وقد اختارت “فوربس” الشرق الأوسط وضاح ملاعب من بين ستة لبنانيين على قائمتها السنوية 30Under30.
نجوم العلوم
وهو الإسم الذي لمع في برنامج “نجوم العلوم” وأدخل الفخر إلى كلّ بيت لبناني، في ظلّ الوضع الصعب في تلك الفترة وفقدان الثير من الشباب اللبناني الأمل. فقد توّج “نجوم العلوم”، برنامج تلفزيون الواقع التعليمي والترفيهي، ملاعب كأفضل مبتكر في العالم العربي، للموسم الثاني عشر، بعد موسم مليء بتحديات بسبب جائحة كوفيد-19. وأثار المهندس اللبناني البالغ من العمر 26 عاماً إعجاب أعضاء لجنة التحكيم والجمهور بمثابرته وموهبته وشخصيته.
وقبل بث الحلقة النهائية، قام متابعو البرنامج التلفزيوني الترفيهي التعليمي الأول في العالم العربي بالتصويت عبر الإنترنت للمرشح النهائي المفضّل لديهم. وحدّد تصويت الجمهور، إلى جانب تصويت لجنة التحكيم، ترتيب المؤهلين عبر التصفيات النهائية، من ثم الفائز في نهاية المطاف، الذي كان وضاح ملاعب.
ويوفر مشروع ملاعب بيئة مناسبة تحاكي الظروف البشرية الحقيقية، مما يتيح إجراء الاختبارات الهامة للعقاقير الجديدة بكفاءة وتكلفة معقولة. وقال وضاح حينها: “لا يسعني إلّا أن أعرب عن تواضعي وامتناني لتتويجي بلقب أفضل مبتكر في العالم العربي لهذا العام. لقد كانت تجربتي في برنامج نجوم العلوم مدهشة، ولا سيما عملي إلى جانب مجموعة رائعة من المرشدين والمتسابقين في هذه الظروف الاستثنائية. إن تقدير الجمهور وأعضاء لجنة التحكيم للحاجة الطبية لمثل هذا الابتكار وإيمانهم بابتكاري قد غيّر حياتي”.
جوائز واختراعات
في جعبته جوائز عدّة منها الجائزة الأولى في LIRA Forum 2017 – الجائزة الثانية بمسابقة دروزة للعام 2018 Darwazah Contest – الجائزة الثالثة في مسابقة MITEF 2019 لرواد الأعمال، وأكثر من براءة اختراع. ومسيرته العلمية حافلة، فقد قام بتغيير اختصاصه الجامعي عدة مرات، لينهي نتيجة ذلك دراسته في مجال الهندسة الميكانيكية وتخصّصين جانبيين في الرياضيات والهندسة الطبية، في خمس سنوات ونصف. ولفت ملاعب، في حديث له، إلى أن الهندسة الميكانيكية لم تكن نهاية الطريق بالنسبة إليه، إلا أنه بالمقابل يعتبر أن هذا الاختصاص هو بمثابة “صندوق أدوات”، أعطاه المعرفة في مجال الميكانيك والتصميم، وفي علوم المواد وديناميكيات السوائل والديناميكا الحرارية والإلكترونيات والروبوتات، وكل ما يحتاجه لتحويل أي فكرة ونظرية إلى واقع مادي. وانطلاقًا ممّا ذُكر، أضاف ملاعب: “توجهت إلى مجالي من منظور الهندسة الميكانيكية، ما مكّنني من ابتكار هذه الشريحة الشريحة التي يمكن أن تنمو بداخلها خلايا الإنسان المختلفة، ببُعد ثلاثي والتي تعني لي الكثير في مسيرتي المهنية، فضلًا عمّا يمكن أن أحققه من غايات أشمل وأوسع، فأنا لا أؤمن بالأحلام، بل بالهدف، وبالتالي أبقي على تركيزي لأصل إلى هدفي بالجهد والمثابرة”.