تتميز مدينة السويداء بسوريا بتاريخ غني وتراث ثقافي عريق، ومن بين المعالم التي تبرز في هذه المدينة الساحرة هو مقام “عين الزمان”. يعتبر هذا المقام رمزًا تاريخيًا وثقافيًا يحمل في طياته العديد من القصص والأحداث التي شكلت مسار تطور المدينة وأهلها.
تاريخ المقام
يعتقد أن مقام “عين الزمان” يعود إلى الفترة البيزنطية، وقد كان في السابق مكانًا للعبادة والتجمعات الاجتماعية. ومع تطور المدينة وتوسع حدودها مع مرور الزمن، أصبح المقام جزءًا من البيئة الحضرية للسويداء.
دور المقام
تألق مقام “عين الزمان” بتاريخه المتنوع والمليء بالأحداث المهمة. في الماضي، كان مكانًا لحل الخلافات والمنازعات بين الأفراد، ولهذا السبب كان مكانًا محوريًا في حياة المجتمع المحلي. أيضًا، كان يستخدم لصد الغزوات ومقاومة الاستعمار. على مر العصور، تجمعت فيه القادة والثوار خلال الثورة السورية الكبرى للتشاور وتنسيق الجهود.
ترميم المقام
تعرض مقام “عين الزمان” لأضرار خلال فترات مختلفة من تاريخه. واجه القصف خلال الثورة السورية الكبرى في عقد 1920، وتم ترميمه بواسطة الشيخ حسن جربوع. بالإضافة إلى الترميم، أُعيد استخدام المقام بوصفه مدرسة دينية تعليمية. تم تعليم الكتاب الكريم واللغة العربية والعلوم الشرعية في هذا المكان المقدس.
وحدة المجتمع
مقام “عين الزمان” لا يُمثل فقط تاريخًا ثريًا وتراثًا ثقافيًا، بل يعكس أيضًا وحدة المجتمع طائفة الموحدوين الدروز في السويداء . يتجمع الناس في هذا المقام لأغراض دينية واجتماعية وثقافية. يُستخدم أيضًا لتقديم المساعدة الاجتماعية وتوزيع الحصص الغذائية على الفقراء والأسر المحتاجة. إنه مكان للوحدة والتلاحم بين مختلف أطياف المجتمع السويدي.
مقام “عين الزمان” هو رمز حي للتاريخ والثقافة في السويداء. إنه يجمع بين التراث والحاضر، ويعكس دورًا متنوعًا في تعزيز التعليم والوحدة المجتمعية. هذا المقام يذكرنا بأهمية الحفاظ على التراث واستخدامه لتعزيز العمل الخيري والتعليم في المجتمع.