الأميرة نسب التنوخية، أميرة من لبنان (1546 -1633) زوجة الأمير قرقماز المعني ووالدة الأمير فخر الدين المعني الثاني.
ولدت في مدينة عبيه لعائلة محترمة وحظيت بتربية أخلاقية عالية وكانت تتميّز بالحكمة والتعقل والشجاعة. وعندما تزوّجت من الأمير قرقماز ابن فخر الدين المعني الأول أسهمت مع زوجها في الكثير من الشؤون العامة وكانت معروفة بالست الكبيرة وكان يلقّبها المؤرخون الأجانب بالسلطانة.
وقد مات زوجها عام 1585 تاركا ولديْن صغيرين، هما فخر الدين المعني ويونس. وكانت تخشى أن يفتك بهما الولاة العثمانيون فوضعتهما في حماية أحد الرجال الثقات وأوعزت إلى أخيها الأمير سيف الدين التنوخي، أن يضمن بلاد الشوف حتى يبلغ ابنها فخر الدين سن الرشد.
وقد تعهّد الأمير سيف الدين الولديْن وقام بتربيتهما وأهّلهما للزعامة والقيادة. وعندما بلغ فخر الدين تسلّم إمارة البلاد وقام بنشاطات كبيرة، وكان يعتمد على والدته كثيرا، ويستشيرها في جميع شؤونه، ويكنّ لها احتراما وتقديرا، ويستند إلى رأيها قبل الإقدام على أي عمل خطير.
وعندما سافر إلى إيطاليا تاركا البلاد في عُهدة أخيه يونس وولده علي، كانت الست نسب المعين الكبير والسند الأمين توجّه ابنها وحفيدها بحكمة وتعقّل، وكانت قد بلغت السبعين من عمرها عندما كان فخر الدين غائبا.
وقد أثقل الوالي العثماني في دمشق حافظ باشا، على الدروز الوطأة، فترأست وفدا من وجوه البلاد، وقابلت أحمد باشا الحافظ الوالي، وطلبت إليه بلباقة وجرأة وقف التنكيل بالشعب وسحب الجيوش من البلاد، فطلب منها أحمد الحافظ أن تدفع مبلغا كبيرا، وأن تقيم في الشام رهينة حتى يتم الحصول على المبلغ، فأقامت هناك مع ثلاثين من شيوخ البلاد العقال، وفي هذه الأثناء تمّ عزل الحافظ وجاء مكانه محمد باشا جركس، فأعادها مع حاشيتها معززة مكرمة إلى الشوف عام 1615 ومعها مرسوم العفو عن الأمير فخر الدين.
وقد ظلت حتى الأيام الأخيرة تسند وتدعم ابنها الأمير وتوصيه بالعدل والحلم والتروي. وكانت إلى جانب تعقلها وحسن إدارتها وحكمتها ذات ثقافة ومعرفة. وقال عنها الأب ماريتي إنها كانت أجمل بنات جنسها في الدروز، صادقة في خطابها وجريئة في مواقفها، ومتضلعة في اللغة العربية. كما كانت شاعرة وكانت تحظى باحترام جميع النساء والرجال.
المرجع: موسوعة التوحيد الدرزية