كان لقراره دخول المعترك السياسي الأثر الابرز في حياة القاضي والاداري اللبناني بشير محمود الأعور، الذي كان قد تولى عدة وظائف قضائية في وزارة العدل قبل أن يترشح على الانتخابات النيابية ويفوز في حجز مقعده النيابي حتى وفاته في العام 1989، إضافة إلى تعيينه وزيرا في عدة وزارات، فكان من أبرز الشخصيات النيابية التي تركت بصمات في اعداد عشرات القوانين التي اقرها المجلس النيابي ورئاسة عدة لجان برلمانية، يضاف إلى ذلك بصماته الانسانية الكبيرة من خلال مساعدة الاهالي وتأمين المشاريع الانمائية والخدماتية، والوقوف الى جانب الفقراء حيث استمر ذلك بعد وفاته من خلال انشاء مؤسسة بشير الاعور الاجتماعية في بلدته قرنايل.
عمل بشير الاعور جاهدا على إرساء علاقات طيبة بين مكونات قرى قضاء بعبدا، فعزز روح العيش الواحد ومد الجسور بين مختلف الطوائف في المنطقة، حيث كان للمناسبات الاجتماعية التي كانت تقام الاثر الابلغ في مد جسور التواصل وتعزيز قنوات التلاقي والتعاون مع باقي نواب المنطقة لانشاء مشاريع تخدم الاهالي في مرحلة كانت تتصف بالسخونة احيانا والهدوء في في بعض الاحيان، لكن بقيت تلك المنطقة محافظة على ارساء افضل العلاقات بين مكوناتها.
القضاء والنيابة والوزارة
ولد بشير محمود الأعور في العام 1909 في بلدة قرنايل في قضاء بعبدا، ودرس في الجامعة الوطنية في عاليه لينتقل الى الليسيه في بيروت وبدأ يعمل في دوائر الشرطة إلى جانب التحصيل الجامعي، وعندما نال شهادة الحقوق من الجامعة اليسوعية تحول إلى وزارة العدل، وتولّی فيها عدّة وظائف قضائية، إلّا أنه عدل إلى العمل السياسي، فانتخب نائباً عن قضاء بعبدا سنة 1950 ثم 1953 و 1957 و 1960 و 1972، وبقي نائباً حتى تاريخ وفاته بحكم التجديد لمجلس النواب. وفي خلال هذه المدة رأس عدة لجان برلمانية، وأسهم في إعداد العشرات من القوانين التي أقرها المجلس النيابي.
تولى وزارة الأشغال العامة والنقل في 30 نيسان 1953، ووزارة العدل والبريد والبرق في 16 آب 1953، ووزارة العدل في 14 آذار 1958، ووزارة العدل أيضا في 27 أيار 1958، ووزارة الداخلية في 25 نيسان 1964 في حكومة أمين الحافظ.
في العام 1964 ترشح للانتخابات النيابية فلم يستطع الفوز، فعيّن محافظاً للشمال. وكان بشير الاعور عضواً دائماً في المجلس المذهبي الدرزي، ويُعد من أبرز رجالات الدولة، وقد أحرز عدداً من الأوسمة اللبنانية والدولية.
سنة 1958 انتخب بشير الاعور أستاذاً أعظم للحفل الأكبر الوطني السوري اللبناني، فعمل على دغمه بالشرق الأكبر اللبناني، ونزل عن الرئاسة سنة 1960 إلى الأستاذ سليم الترك.
مؤسسة بشير الأعور
توفي في 10 تموز 1989 ودفن في قرنايل في مأتم رسمي حافل. وفي العام 1999 تأسست جمعية باسمه هي “مؤسسة بشير الأعور الاجتماعية” والتي اتخذت من بلدته ومسقط رأسه قرنايل مقرا لها ولا تزال تعمل بنشاط لتقديم الخدمات الاجتماعية والتربوية والصحية حتى اليوم باشراف عائلته وهي تعنى بكثير من الشؤون الحياتية والانمائية.
تأهل بشير الاعور من إقبال أبو رسلان. ويعد محمد صبرا الأعور عضو مجلس إدارة متصرفية جبل لبنان جده لامه. تولّى بشير الاعور زعامة بيت الأعور التي ورثها عن خاله محمد بيك صبرا، العضو في متصرفية جبل لبنان. شقيقه هو عارف الأعورالذي حاول أن يكمل بعد لكن الصراع داخل العائلة لم يسمح لعائلة الاعور من لعب الدور الذي لعبه قائد بيت الاعور لسنوات طويلة حيث كان الحليف الاكبر للرئيس كميل شمعون،باستثناء مرحلة ثورة 1958.كما حاول التقرب من القيادة السورية للمحافظة على استمرار الزعامة الاعورية في المتن.
لم يتسن لبشير الاعور رؤية نهاية الحرب اللبنانية حيث توفي في العاشر من تموز من العام 1989، ثم برز اسم ابن اخيه غالب الاعور الذي دخل في صراع مع عمه عارف الاعور الذي تيقن ان حماية القيادة في بيت الاعور لن تتحصن الا بالنيابة فترشح للانتخابات النيابية عم 1996و2000 و2005 فخسر فيها، بعد ان كان قد عين ايمن شقير نائبا عن المقعد الدرزي في قضاء بعبدا في تعيينات عام 1991 .