للموسيقى قوة خاصة تستطيع أن تأسر قلوب الناس وتحملهم في رحلة عبر الزمن. ومن بين الفنانين الذين استطاعوا أن يحققوا هذا الإنجاز ببراعة وأصالة تامة هو الفنان لؤي العقباني. إن اسمه يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالأغاني التراثية السورية، وقد نجح في ترسيخ مكانته كواحد من أبرز الأصوات الفنية التي حافظت على الثقافة والتراث السوري.
بداياته الفنية
لؤي العقباني وُلد عام 1971، وبدأ مسيرته الفنية منذ نحو ثلاثين عامًا. تربى في قرية أم الرمان بمحافظة السويداء، وهي منطقة ذات تاريخ نضالي عريق. انعكست قيم الوطنية والاجتماعية الأصيلة في نفسه وفي فنه. بدأ لؤي العقباني عزفًا على آلة الربابة في عام 1989 عندما كان في المرحلة الثانوية. ذلك القرار البسيط قاده إلى عالم الأغاني التراثية، حيث تعلق بالموروث الشعبي الغني لجبل العرب وأضفى عليه الكثير بصوته الشجي.
حافظ على التراث السوري
لؤي العقباني أخذ على عاتقه مهمة حماية والمحافظة على الأغاني التراثية السورية من الاندثار. أدى دورًا كبيرًا في جمع وإحياء هذه الأغاني التي تحمل في طياتها الكثير من المعاني والقيم النضالية والأخلاقية التي تميز هذا الجبل الأشم.
رحلة الإبداع والإنجاز
لم يكتفِ لؤي العقباني بعزف الربابة بل غنى بصوته القوي والمشبع بالأصالة أكثر من ثلاثمائة أغنية شعبية وتراثية من فلكلور جبل العرب. وقد حققت هذه الأغاني رواجًا كبيرًا في سوريا حتى أصبح لا يخلو أي حفل وطني أو شعبي أو عرس أو مناسبة من أدائها.
من أبرز الأغاني التي أداها لؤي العقباني “محبوب قلبك”، والتي حققت شهرة واسعة، بالإضافة إلى “جوفية حنا يوم لفنيا- جوفية ما بدلك بمال الكون سورية – فطنتني- عابر سبيل – رعبوبة- نسوم الهبايب – يازيد – يالغالي- من يوم لاح- فيقتني يا حلم- شديت هجن- بنظرة عيون مكحلي- نسيم السويدا- خايف وما كنت بزماني خايف- العزوة- ياجبل مطيب مياتك- زفة العرسان- وردت على الينبوع- مريت عديارهم- الدمع يردا سيليكان- يا محلا شنت الغارة” والعديد من الأغاني الأخرى.
مشاركات داخل وخارج سوريا
لؤي العقباني شارك في العديد من المهرجانات والفعاليات الفنية داخل سوريا، منها مشاركته في مهرجاني الموسيقى السابع والثامن لنقابة المعلمين بدمشق وحلب في عامي 1996 و1997، حيث حصل على المركز الأول في العزف على الربابة في هذين المهرجانين. كما شارك في معارض دمشق الدولية ومهرجان السويداء الأول للشعر الشعبي والربابة عام 2014.
وخارج سوريا، شارك في مهرجان الأزرق الدولي في الأردن وأحيا حفلات لأهل الجولان في الأردن أيضًا. كما قدم حفل رأس السنة في إمارة العين بالإمارات وعزف على ربابته الشهيرة.
الإرث الفني
العقباني ليس فنانًا فقط بل هو حافظ للتراث السوري. صوته العذب وأداؤه المميز جعله واحدًا من الفنانين الذين استطاعوا نقل تراثهم بكل عمق وجمال. ترك لؤي العقباني بصمة فنية راسخة في عالم الموسيقى التراثية وأثرى المشهد الفني السوري بأعماله الخالدة. ولن يتوقف إرثه عند هذا الحد، بل سيبقى حيًا في قلوب محبي الموسيقى التراثية.
العقباني، الحارس الوفي للأغاني التراثية السورية، استطاع أن يحمل راية الأصالة والتراث بكل فخر. ترك بصمة لامعة في عالم الموسيقى من خلال أغانيه وأدائه الرائع. إن تفرده وشغفه بالفن والثقافة جعله واحدًا من أهم الوجوه الفنية في سوريا والعالم العربي. تظل أغانيه خالدة وستبقى ترافقنا عبر أجيال قادمة، حافظًا على جزء مهم من تراثنا الثقافي
تشاهدون فيديو مميز يجمع بين أنغام رائعة للفنانين لؤي العقباني وهاجر، وهما يقدمان أغاني تعبر عن جمال وثقافة منطقة السويداء، الواقعة في قلب جبل العرب. الأغاني “مريت عديارهم” و”تأسى يا قلبي تأسى” تعكس الروح العميقة والجمال الفريد للموسيقى و “مريت عديارهم” و”تأسى يا قلبي تأسى” تعكس الروح العميقة والجمال الفريد للموسيقى التراثية لهذه المنطقة السورية الخلّابة. إن أداء لؤي العقباني وهاجر يأسر القلوب ويجعل الأغاني تنبض بالحياة، وتجسد الأصالة والهوية الثقافية لجبل العرب