بالقرب من قرية مَجْدَل شَمْس الواقعة في منطقة هضبة الجولان مقام، تم إنشاؤه لتخليد ذكر سيدنا اليعفوري (ع). وفق الرواية المأثورة، فإنّ سيّدنا اليعفوري (ع) هو الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري الذي اشتهر بصلاحه واهتمامه بالفقراء والمحتاجين، وبنهجه الروحاني ورغبته في التقرب إلى الله، عزّ وجلّ، عن طريق الدعوة إلى حياة التقشف، ونبذ الحياة المادّيّة، والابتعاد عن التبذير.
يتألف المقام مِن مبنى ذي طابقَيْن اثنين، مُقام على أرض سهليّةٍ خضراء، وتُحيط به بساتين أشجار التفاح وينابيع المياه. وعلى الجدران الداخلية للمبنى، نقرأ مقولتيْن دينيّتيْن أخلاقيَّتَيْن، جاء في الأولى: “إِذَا دَعَتْكَ قُدْرَتُكَ إِلى ظُلم الناسِ، فَتَذَكَّرْ قُدْرَةَ اللَّهِ عَلَيْكَ!”؛ أما الثانية منهما فهي عبارة عن آيتين قرآنيّتيْن كريمتين، حيث قال الله تعالى في كتابه العزير: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الهَوَى * فَإِنَّ الجَنَّةَ هِيَ المَأْوَى (سورة النازعات (79) ، الآيتان 40-41) بعد حرب حزيران عام 1967 (حرب الأيام الستة)، تم تعيين موعد زيارة المقام في اليوم الخامس والعشرين من شهر آب موعدًا ثابتًا للزيارة السنوية لمقام سيّدنا اليعفوري (ر) وذلك بناءً على موعد الزيارة الأولى التي قام بها سيّدنا الشيخ أمين طريف (ر)، الذي كان الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل. ومنذ ذلك الحين، تؤم المقام في هذا اليوم من كلّ عام آلاف العائلات الدرزية من منطقتي الجليل والكرمل، حيث يُسهم هذا الاجتماع واللقاء السنوي في تعزيز العلاقات والروابط بين دروز منطقة هضبة الجولان ودروز قرى الجليل والساحل والكرمل.
