يُعدّ الشيخ حليم تقي الدين علماً من أعلام الفكر وقادة الرأي ومن القامات الدرزية والوطنية التي كان لها بصمات واضحة في بناء الدولة وتطوير نظمها، ومن الشخصيات العلمية والفكرية والاكاديمية المرموقة ممن تركت أعمالهم اثرا مهما في حقل الثقافة والدين والمجتمع والسياسة. في وقت لعب فيه دورا بارزا في تاريخ الطائفة الدرزية وتنظيمها وتطوير شؤونها الادارية والتنظيمية والقضائية، وفي تزويد مكتبتها بمؤلفات شغلت حيزاً كبيراً في الرأي العام الدرزي والاحوال الشخصية والميراث وعلاقة الدروز مع غيرهم من الطوائف، وصولا الى ماهية القضاء الدرزي وتطوره بين الماضي والحاضر.
الشيخ حليم أحمد تقي الدين من مواليد 18 كانون الثاني 1922 حيث ولد في بعقلين قضاء الشوف، ووالده الشاعر المعروف أحمد تقي الدين.
درس الشيخ حليم تقي الدين في مدرسة الحكمة في بيروت، وبعد تخرجه مارس التعليم وتابع تحصيله الجامعي فنال عام 1955 إجازة في التاريخ من الجامعة اللبنانية، وكان قد نال قبل ذلك شهادة في الحقوق الإدارية العامة وشهادة في التاريخ السياسي من الأكاديمية اللبنانية في 1951. وتابع تقي الدين مسيرته العلمية فنال إجازة الحقوق من الجامعة اللبنانية في العام 1962. مارس المحاماة متدرجاً ومحاميا في الاستئناف والتمييز في الأعوام 1962 و 1968. وبين عامي 1966 1968 كان عضواً في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، ثم أمينا للسر له. كما شغل وظيفة أمين سر الجامعة اللبنانية، ليصبح بعد ذلك أستاذا في معهد العلوم الاجتماعية.
رئيس القضاء الدرزي
في 4 أيار من العام 1968 عُيِن رئيسا لمحكمة الاستئناف العليا للقضاء المذهبي الدرزي، وبهذه الصفة أصبح رئيسا لمجلس القضاء المذهبي الدرزي. ترشح للانتخابات النيابية عن قضاء الشوف سنة 1964، لكنه لم يوفق. شارك في تأسيس المكتب الدائم للمؤسسات الدرزية سنة 1982 وکان من أعضائه العاملين. وشارك في وضع الثوابت الإسلامية العشرة مع مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد، ونائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى، وعدد من كبار الشخصيات الإسلامية سنة 1983.
الاغتيال
اغتيل في 1 كانون الأول من العام 1983 في بيته في بيروت، وحينها قال العميد عصام أبو زكي في مذكراته: “أعتقد أن سبب اغتيال سماحته هو المشاركة في الصلاة الإسلامية الجامعة في الملعب البلدي التي دعا إليها وأمّها المفتي حسن خالد”. أقيم له مأتم حافل في دار الطائفة الدرزية، وأم الصلاة عليه مفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد وبجانبه رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى محمد مهدي شمس الدين وأبو حمود يحيی الضاروب، ونقل جثمانه إلى بعقلين حيث أقيم له مأتم آخر تكلم فيه عدد من كبار شخصيات البلاد ثم دفن هناك. وأقيمت له في الجامعة الأميركية في بيروت حفلة تأبينية بمناسبة الذكرى السنوية في أول كانون الأول 1984.
تزوج من الدكتورة أديل حمدان تقي الدين في 1965 وأولادهما: أسامة، هلا ومكرم.
مؤلفاته
من مؤلفاته :قضاء الموحدين في ماضيه وحاضره، الموحدين الدروز وأوجه التباين مع السنة والشيعة مصدرا واجتهادا، الأحوال الشخصية عند الدروز، الوصية والميرات عند الموحدين الدروز.
جمع ديوان والده الشيخ احمد تقي الدين. وله عدد من المحاضرات والأحاديث والمقالات في مواضيع شتى. جمعت زوجته الدكتورة أدال حمدان تقي الدين أقواله وتصاريحه وما قيل فيه بعد اغتياله في كتاب كبير قدّم له محمد خليل الباشا.