بعد أن سُكنت قرية ذكير عن طريق هجرات أتت من لبنان حيث كان سكانها الأوائل من عائلة الكفيري، نسبة الى قرية الكفير اللبنانية التي قدموا منها. وكان شيخ القرية هو منصور الكفيري والذي كان يملك معظم أراضي القرية وكان لديه العديد من “المرابعين” بالإضافة الى راعي بدوي يعتني بماشيته من الغنم والماعز وجمال وأبقار، وكانت هذه الماشية توضع في مكان قد تم تسييجه بالحجارة حيث كان هناك زاوية معينة في هذا المكان كلما رُبطت أو وُضع فيه حيوان يمرض أو يموت.
فكان هذا الأمر مكان استغراب وتعجب، ولكن هذا الأمر لم يدم طويلاً حتى أتت “رؤية” للراعي في منامه وأخبره بأن تحت هذا المكان يوجد “ولي” وإسمه النبي “شئت” وما كان من الراعي بعد أن بزغ الفجر إلا أن ذهب مسرعاً الى الشيخ منصور وقال له ما أتاه في المنام ، فقام هذا الأخير وجمع بعض الرجال وذهب الى ذلك المكان وكان يحمل رمحاً بيده، وبعد ان وصل ضرب الرمح بكل قوة في الأرض فنزل الرمح إلى آخره تقريباً، عندها أمر الرجال بالحفر ولحسن حظهم أنه كان الحفر فوق الباب مباشرة وبعدما نظّفوا التراب وجدوا باباً حجرياً ودرجاً حجرياً ولكن الباب كان موصد من الداخل و لم يتمكنوا من فتحه بأياديهم، فأمرهم الشيخ منصور بتنظيف التراب أمام الباب جيداً وقال لهم بأن يحضروا جذع شجرة بطم، وقاموا بعد ذلك بفتح الباب عبر ضربه بجذع الشجرة أكثر من مرة عن طريق خمسة من الرجال وأخيراً كسر القفل وكسرت معه قطعة صغيرة من الباب المجاورة للقفل كما هو موضح بالصورة وفتح الباب.
وبعد أن دخلوه لم يشاهدوا ذرة تراب واحدة داخله وكل ما رؤوه هو هيكل عظمي لشخص بجانب طاولة مصنوعة أيضاً من الحجر، فعمدوا بعد ذلك الى دفن العظام وأقاموا حجرة فوقها وأصبحت الناس تأتي لزيارته بشكل دائم ولكن شهرته كانت مقتصرة على أبناء المنطقة والقرى المجاورة فقط.
الا ان حادثة حصلت، حيث كان هناك طفلة مشلولة في أشرفية صحنايا، التابعة لدمشق، وكان عمرها ما بين ستة الى سبع سنوات تقريباً وأهلها لم يكن يسمعوا بمقام اسمه النبي شئت ولا حتى باسم قرية ذكير بالأصل. وفي إحدى الليالي أتى إليها في المنام شيخ يلبس الأبيض وذو لحية بيضاء طويلة وقال لها: أنا ولي الله شئت وحجرتي موجودة في بلدة اسمها ذكير”.
وعندما استيقظت هذه الطفلة في الصباح أخبرت أمها وأباها ما سمعت، فلم يصدقوها في البداية واعتبروا ذلك على أنه حلم فقط ولكن تحت إصرار البنت قاما وركبا سيارتهما واتجها الى السويداء وعندما دخلوا المنطقة سألوا عن قرية ذكير فاستدلوا عليها، ووصلوا الى القرية ودخلوها وعندما وجدوا أول شخص أمامهم بادروه بالسؤال هل يوجد في بلدكم مقام للنبي شئت؟ ولما كانت الاجابة بنعم اتجهوا مباشرة الى المقام وإذ بالصورة هي بالضبط كما أتت بالمنام الى الطفلة.
عندها تملكتهم الدهشة لما سمعاه ولما رأياه وقاما بالمبيت فيه تلك الليلة حيث أن الفتاة نامت في الحجرة في الأسفل والأب والأم ناما فوق وعند الصباح عندما استيقضا وأرادا الإطمئنان على ابنتهما وجداها تقف على رجليها وتمشي أيضاً وكان لهذا الحدث ضجة كبيرة في المنطقة والمحافظة بعدما انتشر الخبر.
فقام بعد ذلك أهل الاشرفية وتبرعوا بتشييد صالة مساحتها 300 بجانب الحجرة وتم هدم الغرفة الموجودة فوق الحجرة وتم وضع بدلا عنها قبة كبيرة من النحاس وتحتها مباشرة نجمة الخمس حدود، وبدأت المساعدات والهبات تأتي وحصل بعدها نهضة عمرانية لا بأس بها حيث تم شراء قطعة الأرض التي كانت بجانب المقام وعمرت الغرف والحمامات والمطابخ وعمل سور حول المقام وتم تبليط الارض حول المقام بالحجر البازلتي وحاليا يتم إنشاء مجلس كبيرة مساحته 500 متر مع منتفعاته، وقامت الخدمات في السويداء بالتبرع بتزفيت الطرق حول ارض المقام كاملة.وشكلت لجنة من خمسة اشخاص من اهالي القرية وتكون مسؤوليتها هي تسجيل الصادر والوارد من الاموال ومتابعة تنفيذ الاعمال به والاشراف على المساعدات للفقراء والمحتاجين ، وكان المرحوم الشيخ احمد الهجري يشرف عليه بشكل مباشر وكان كل اسبوع يأتي ليطمأن على سير الأعمال، وفرز مندوب من قبله لكي يبقى بشكل دائم في القرية للإشراف على العمل أيضا.