تمتع الشيخ أبو علي يوسف حسن أبو ابراهيم المنحدر من عائلة درزية عريقة، بمزايا وصفات وضعته في موقع القيادة الدينية لطائفة الموحدين الدروز في راشيا الوادي وقرى قضائها وفي كثير من القرى والبلدات التي سكنها الدروز ان في لبنان او في دول الجوار. فالشيخ الجليل الذي شكل على مدى عشرات السنين مرجعاً دينياً صالحاً، كان صاحب رأي ومشورة لما يملك من الحكمة والدراية ورجاحة العقل والورع والتقوى والتواضع.
ولد الشيخ الجليل في راشيا الوادي، وعمل في الزراعة كغيره من رجال الدين الأتقياء الانقياء مارس حياته بشكل طبيعي، فارتبط بالارض والزراعة والفلاحة وتولى في الوقت عينه شؤون الناس وشجونهم، ووقف الى جانبهم وحل خلافاتهم فقرب الابعاد وجمع الاضداد، وحل الخلافات بين كل من قصده دون حاجة لقضاء. فلطالما حكم بعدل وأسدى نصائحه لتكون ناموسا يحكم بينهم، ناطقا بالحق، متسلحاً بالثقة واليقين والتقوى والاقناع، ولطالما حفظ التاريخ للشيخ الجليل وللشيخ ابو علي حسين القضماني والشيخ ابو صالح حسن كاسب، إذ توجهوا في احدى المهمات الى بلدة كفرقوق لحل مشكلة وقعت بين عائلتين وبلغت مبلغاً كبيراً، ومع وصولهم الى كفرقوق وبدأوا بالمشاورات مع المتخاصمين وصلوا الى حائط مسدود ولم يستطيعوا حلها فعادوا أدراجهم. الا ان احدهم استوقف البقية وقال لم نوفق لان نيتي كانت منحازة لاحد المتخاصمين، فلنرجع ونحل المشكلة، فكان لهم ما أرادوا وحلّوا الخلاف بين العائلتين فور عودتهم من منتصف الطريق.
وروي عنه انه مرض وسقم جسده وأصبح بحاجة ماسة الى عملية جراحية، لكن جسمه لا يقوى على تحمل البنج فأجريت له العملية دون بنج وتكللت بالنجاح، حيث روى احد ابناء المنطقة ان الطبيب الذي أجرى العملية هو الجراح بشارة دهام، وحين لمس تقوى الشيخ الجليل وفيض ايمانه، أخبره انه متزوج منذ12 سنة ولم يرزق بأولاد، وطلب منه الدعاء له بان يرزق بطفل، فقال له الشيخ “ان شاء الله خير” وبعد فترة وجيزة رُزق بطفل فأقدم الطبيب على شكر الشيخ على دعائه الذي استجاب له الله.
تحتفظ الذاكرة الريشانية بقصص مأثورة عن الشيخ ابو علي يوسف ابو ابراهيم، وهي غالبا ما ترتبط بالنخوة والشجاعة والحكمة والتأثير والكرم والتواضع.
اتصفت حياة الشيخ الجليل بالزهد والتواضع وعمل الخير بصمت وخشوع، وكان يمتلك ثقافة دينية عميقة فسلك مسلكاً تقياً شريفاً على طريق الدين والايمان.