ضحى بحياته من أجل استقلال بلده، قاوم جنود الإنتداب الفرنسي، وعندما حاول في 16 تشرين الثاني من العام 1943 منعهم من الوصول إلى مقر الحكومة في بلدة بشامون، حيث خرج من وراء المتراس وقذف مصفحة فرنسية بقنبلة يدوية، انهال عليه الرصاص ليسقط على أثره مضرجاً بدمائه… هو سعيد فخر الدين شهيد استقلال لبنان الوحيد.
معركة وشهيد
عن المعركة التي دارت في ذلك اليوم، شرح وزير الدفاع الوطني حينها الامير مجيد أرسلان في بلاغ رقم واحد صادر في 7/11/1943 جاء فيه” هاجمت قوات فرنسية مسلحة مركز الحكومة الشرعية في بشامون مساء الاثنين في 15 تشرين الثاني 1943 فردّتها وحدات الحرس الوطني من دون خسائر في النفوس. وفي صباح اليوم الثاني شنّت القوات الفرنسية هجوماً عنيفاً على المركز المذكور فردت على أعقابها أربع مرات متوالية حتى الساعة الثالثة بعد الظهر وسقط بعض القتلى والجرحى من الجنود السنغاليين وفقدنا شهيداً واحداً يدعى سعيد فخر الدين”.
المزارع المقاوم
ابن عين عنوب (مواليد عام 1903) عمل في زراعة أرضه، ثم اقتنى “طنبراً” كان ينقل بواسطته الخضر إلى بيروت، تزوج من السيدة نبيهة الشعار، ورزق منها ثلاثة أبناء، أمين، رشيد، ووجيه، وعلى الرغم من تأكيد الحزب السوري القومي الاجتماعي انضمام فخر الدين إليه في مديرية بلدته عام 1941 حيث كان يتولى مسؤولية محصّل (مسؤول مالي) يوم استشهاده، فان ابن عمه كرم أصرّ في اتصال مع “النهار” ان” الشهيد ضحى بدمائه من اجل وطنه وليس من اجل اي حزب، لذلك يفتخر به لبنان وضيعته قبل عائلته”، كما قال جاره ابو فيصل عمار “حسب ما سمعته من والدي، انضم فخر الدين الى المقاومة اللبنانية التي قاومت الانتداب، لطالما استبسل من اجل انتزاع استقلال بلده، وبعد 70 عاما على استشهاده خلّدت بطولاته بنصب تذكاري على دوار البلدة، حيث نقيم له كل عام وبالتحديد في يوم الاستقلال ذكرى”.
لعدم التمييز
“هو من منحه رئيس الجمهورية اللبنانية الأسبق بشارة الخوري ميدالية الجهاد الوطني في 20 تشرين الثاني سنة 1945، و قال عنه كمال جنبلاط في مجلس النواب عام 1969: لم التبجح؟ اسمه سعيد فخر الدين وهو سوري قومي اجتماعي”، بحسب ما قاله عميد الاعلام في الحزب معن حمية قبل ان يطالب بـ” تكريم فخر الدين كاحد رجال الاستقلال الاساسيين، كونه قدم دمه من اجل استقلال وطنه”، مضيفا “رغم ذلك يختصر التكريم الرسمي على ايفاد ممثل عن رئيس الجمهورية من دون ان يرد اسم الشهيد في برنامج احتفالات الاستقلال اسوة بالاخرين، كما ندعو الى تكريم كل رجالات الاستقلال الذين قدموا دما، منهم حسن عبد الساتر القومي الاجتماعي الذي انزل العلم الفرنسي عن مجلس النواب، قبل ان يصاب برصاصة اخترقت خوذته، لينقل إلى مستشفى “أوتيل ديو” حيث استشهد في اليوم التالي في 28 نيسان 1944 متأثراً بإصابته، هؤلاء هم الجنود المجهولون الذين كان لديهم الكلمة الفصل في تأكيد الاستقلال، فارادة الاستقلال لا تقتصر على ارادة سياسية بل هي ارادة وطنية عامة”.