زعيم درزي لبناني صاحب مسيرة سياسية على مدى 40 عاماً، شاء القدر ان تبدأ لحظة اغتيال والده الشهيد كمال جنبلاط في 16 أذار 1977.
جنبلاط، مواليد 7 آب 1949، تولّى رئاسة الحزب التقدمي الإشتراكي بعد إغتيال والده وقاده في الحرب اللبنانية. وكان أحد مؤسسي تحالف 14 آذار وثورة الأرز.
ولد في بلدة المختارة بقضاء الشوف في لبنان، والدته هي مي أرسلان ابنة شكيب أرسلان أحد زعماء الدروز التارخيين. درس المرحلة الابتدائية في “الكلية العلمانية الفرنسية” في بيروت حتى العام 1961، وبعام 1969 أنهى المرحلة الثانوية في الكلية الدولية في بيروت، وفي 3 يوليو 1973 نال شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية من الجامعة الأميركية في بيروت. وعمل في ملحق جريدة النهار لمدة أقل من سنة وكتب العديد من المقالات الاقتصادية والسياسية.
حياته العائلية
تزوج سنة 1981 من جيرفت جنبلاط ولهما ثلاثة أبناء تيمور (مواليد 1982)، أصلان (مواليد 1983) وداليا (مواليد 1986).
زوجته الحالية نورا الشرباتي وهي ابنة وزير الدفاع السوري السابق أحمد الشرباتي.
حرب لبنان
تحمّل المهمة الأصعب بعد استشهاد والده، فاضطر لخوض غمار الحرب الأهلية اللبنانية على رأس الحزب الاشتراكي والحركة الوطنية، مدافعاً عن الطائفة الدرزية في حرب الجبل في العام 1984 على رأس الجيش الشعبي – قوات الشهيد كمال جنبلاط. كما شارك مع نبيه بري رئيس حركة امل بانتفاضة 6 شباط 1984 في بيروت التي أسقطت اتفاق 17 ايار وقاد معركة سوق الغرب التي يعتبرها أنها فتحت باب السلام والعبور نحو اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب في لبنان.
إلا أن جنبلاط كان السباق أيضاً لطي صفحة الحرب من خلال المصالحة التاريخية التي أرساها مع البطريرك الماروني الراحل مار نصرالله بطرس صفير.
العمل السياسي
بعد انتهاء الحرب، دخل جنبلاط إلى البرلمان اللبناني كعضو بعام 1991 وذلك بعد التوقيع على اتفاق الطائف وذلك لملئ المقاعد الشاغرة بفعل الوفاة، حيث اختير عضوًا بديلًا عن والده كمال جنبلاط، وانتخب بعد ذلك عضوًا بكل الانتخابات النيابية اللاحقة، الى حين ترشح نجله تيمور في انتخابات العام 2018.
وكان قد عُيّن وزيًرا وتولى عددًا من الوزارات وهي:
بالفترة من 30 أبريل 1984 حتى 22 سبتمبر 1988 وزيرًا للأشغال العامة والنقل ووزيرًا للسياحة في حكومة الرئيس رشيد كرامي في عهد الرئيس أمين الجميل.
بالفترة من 25 نوفمبر 1989 حتى 24 ديسمبر 1990 وزيرًا للأشغال العامة والنقل في حكومة الرئيس سليم الحص في عهد الرئيس إلياس الهراوي.
بالفترة من 24 ديسمبر 1990 حتى 16 مايو 1992 وزير دولة في حكومة الرئيس عمر كرامي في عهد الرئيس إلياس الهراوي، وأعيد تعيينه بنفس المنصب بالفترة من 16 مايو 1992 حتى 31 أكتوبر 1992 في حكومة الرئيس رشيد الصلح في عهد الرئيس إلياس الهراوي.
بالفترة من 31 أكتوبر 1992 حتى 25 مايو 1995 وزير دولة لشؤون المهجرين في حكومة الرئيس رفيق الحريري في عهد الرئيس إلياس الهراوي، وأعيد تعيينه بنفس المنصب في حكومة الرئيس الحريري التي شكلها في 25 مايو 1995 واستمرت حتى 7 نوفمبر 1996 وذلك بعهد الرئيس إلياس الهراوي، كما عين بذات المنصب بحكومة الحريري التي شكلت في 7 نوفمبر 1996 واستمرت حتى 4 ديسمبر 1998 وذلك بعهد الهراوي.
انتفاضة الاستقلال
كان له الدور الأساس في اطلاق انتفاضة الاستقلال بعد اغتيال رئيس حكومة لبنان الشهيد رفيق الحريري في شباط 2005، وانطلاق ثورة الأرز في 14 أذار.
وبعد فترة عصيبة من تاريخ لبنان شهدت على العديد من الاغتيالات، مثل جنبلاط بصفته شاهدًا أمام المحكمة الدُوليَّة الخاصَّة بلُبنان والمُكلفة بالتحقيق في الحريري، يوم 4 مايو 2015، ووُصفت شهادته بأنها كتابة هادئة تفصيليَّة وتوثيقيَّة ليس لمرحلة تاريخيَّة مُحددة فحسب، وأنها اتسمت بوقائع على صلة مباشرة بعمليَّة الاغتيال والأسباب التي يُعتقد أنها أدَّت إليها.
بعيداً عن السياسة
اختار الابتعاد عن المسؤوليات السياسية حيث قام بتسليم نجله تيمور زمام الزعامة في أذار 2017، واستقالته من رئاسة الحزب في العام 2023 وانتخاب تيمور خلفاً له.
ومعروف عن جنبلاط حبّه الكبير للقراءة، فهو شخصية مثقفة جداً وصاحب نظرة مختلفة وخاصة في مقاربة الأحداث وإدارتها.