في عام 1981 زار الشاعر رشيد سليم الخوري المعروف بـ “الشاعر القروي”، شيخ المجاهدين سلطان باشا الأطرش في داره في بلدة القريا في جبل العرب، حيث كان اول لقاء يجمع الاثنين وقد تجاوز عمر كل واحد منهما التسعين عاما.
كان اللقاء حميميا ومؤثراً بين الشاعر القروي الذي تغنى ببطولات الثوار وسلطان الأطرش، والذي يعتبر من اهم شعراء المهجر الكبار.
وقال القروي عندما استقبله القائد العام للثورة السورية الكبرى: انت الأطرش … أنت سلطان؟.
ويجيب سلطان الاطرش: نعم أنا هو، وانت القروي الوطني العروبي المجاهد، ويحتضن كل واحد رفيقه، ويطول العناق، وتتساقط الدموع.
ثم يقول القروي “أأنت سلطان الذي نظمت فيك جميل قصائدي، وصغت قلائد شعري منذ أكثر من ستين عاماً.. لقد أزف الزمان يا سلطان وها نحن في أواخر خريفه، لكنني أحمد الرب الذي أتاح لي أن تكتحل عيناي برؤياك قبل أن أموت، لأنها كانت عندي أعز أمنية أن ألتقي ببطل خلدته في شعري.. وخلدني في جهاده قبل أن أودع الحياة، وهأنذا جئت والرأس أبيض، ولنقل لقد جئتك مودعاً.
وكان القروي نظم في سلطان الأطرش العديد من القصائد عندما كانت تصلهم اخبار الثوار في جبل العرب ومنها قصيدة على اثر معركة تل الحديد لتحرير أدهم خنجر من الأسر لدى الفرنسيين في قلعة السويداء في العام 1922 حيث نظم قصيدة بعنوان “سلطان باشا الأطرش والتنك”
خففتَ لنجدة العاني سريعاً غضوباً لو رآكَ الليث ريعا
وحولك من بني معروف جمع بهم وبدونهم تغني الجموعا
وأي دريئة تحمي حساماً تعوّد في يمينك أن يطيعا
ألم يلبس عداك (التنك) درعاً فسلهم هل وقى لهُمُ ضلوعا؟
ولما صرت من مهج الأعادي بحيث تذيقها السم النقيعا
وثبتَ إلى سنام (التنك) وثباً عجيباً علّم النسر الوقوعا
فخرّ الجند فوق (التنك) صرعى وخرّ (التنك) تحتهم صريعا
فيالكَ غارة لو لم تُذِعْها أعادينا لكذّبنا المذيعا
ويا لكَ أطرشاً لما دعينا لثأر كنتَ أسمَعَنا جميعا
كما مدح الشاعر القروي سلطان الأطرش بهذه القصيدة
سلطان ياسيف الحمى والسهم المراشا
عش للجهاد وذكرك الميمون للتاريخ عاشا
حاشا لمثلي ان يصغر من مقامك الف حاشا
ان كنت سلطاناً فكيف يجوز ان أدعوك باشا
يشار الى ان سلطان باشا الأطرش توفي بعد نحو عام على لقاء القروي في 26 اذار عام 1982، فيما توفي الشاعر القروي عام 1984.