بعد وفاة رشيد طليع في أيلول عام 1926، متأثرا بجراح أصيب بها في معركة الشبكي، وخلال إجراءات دفنه من قبل مجموعة من مجاهدي الثورة السورية صرخت إحدى المجاهدات “رضية سعيد” بأن يزيدوا عمق القبر قائلة باللهجة العامية “غمقوا الحفرة غمقوها”.
و”غمّق الحفرة” مفهوم متداول في جبل العرب يقصد به التشفي والغضب، وهذا ما دفع المجاهدون وعلى رأسهم سلطان باشا الأطرش الى تأنيب المجاهدة بالقول “عيب يا حرمة.. عيب.. شو ها الحكي هذا؟ انت عارفة لمن نحفر هذا القبر؟ هذا قبر المجاهد رشيد طليع”.
ردت المجاهدة “إني عارفة وأرجوكم أن تنفذوا رغبتي”، وعندما سألها الحاضرون عن سبب إصرارها على تعميق الحفرة، أجابت: “أدفنوا رشيد طليع واقفاً ولا تبطحونه (تمددونه) على الأرض حتى تبقى الثورة واقفة!”.
هذا الامر أكده عقب عقود من الزمن رئيس رابطة المحاربين القدماء في السويداء العقيد المتقاعد حمد عمرو عندما ذهب إلى قرية الشبكي مع مجموعة من رفاقه المحاربين لمعاينة المكان بقصد نقل رفاة المجاهد “طليع” لإقامة نصب تذكاري له على نفقة أهالي بلدة “الشبكي” الذين أكدوا تقدريهم ووفائهم لذلك المجاهد الكبير.
وجرى حفر الضريح وكان الرأس أول ما ظهر من رفاة المرحوم ثم الصدر والذراعين وبقية أعضاء الجسد، ونقلت هذه الرفاة الطاهرة إلى المكان الذي شيد فيه نصب لائق دشن باحتفال رسمي وشعبي عام 2003.
مواد متعلقة: