في عيادته في مدينة جرمانا بريف دمشق، يعالج الدكتور إحسان عز الدين ما بين 100 الى 150 شخصا يومياW يقدم أكثر من 75 % من خدماته للمرضى بالمجان حيث يلقب بـ “طبيب الفقراء”.
ولد عز الدين، عام ١٩٤٣ في محافظة السويداء التي أنهى دراسته الثانوية، ثم التحق بكلية الطب في جامعة دمشق وتخرج منها عام 1968، حاملاً درجة بكالوريوس في الطب البشري اختصاص “داخلية وأطفال”.
بدأ مزاولته لمهنة الطب من السنة الثانية في الجامعة، وذلك لعدم وجود طبيب في منطقته، ولجوء الناس له في منزله للمداوة، فسد ثغرة عدم وجود طبيب في صحنايا حيث يقطن، كما قام بفتح غرفة في منزله لاستقبال المرضى.
وبعد تخرجه من الجامعة استقر عز الدين في جرمانا، وافتتح عيادته الخاصة، وجعل منها ملجأ للفقراء والمحتاجين أكثر من أنها عيادة.
في حديث له نشر على موقع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قال عز الدين “لقد اخترت لنفسي أن أهتم بالشريحة المتوسطة والفقيرة، لأنني نشأت في هذه البيئة، ولامست الظروف التي يعيشها هؤلاء الناس عن قرب، فقررت أن أبذل جهدي قدر المستطاع لتقديم خدمة معقولة التكاليف لعدم إرهاقهم مادياً وأن أعتاش عليها في نفس الوقت.”
خلال أداء عمله، يحرص عز الدين كل الحرص على الحفاظ على كرامة الناس الذين يقدم لهم المساعدة، إذ اعتاد أن يتقاضى رسوماً رمزية غاية في الانخفاض (0.02 دولار)، بحيث يشعر أولئك الذين يتلقون العلاج بأنهم يدفعون ثمن الخدمة المقدمة لهم وأنها ليست بمثابة الصدقة. كما أنه يرفض أن يتقاضى أجراً من أولئك الأشخاص غير القادرين على تحمل أية أعباء مادية، وهم يشكلون حوالي 75% من المرضى الذين يرتادون عيادته يومياً.
ذاع صيته على أنه “أبو الفقراء” بعد أن تمكن من شفاء حالات مستعصية، عجز عنها الكثير من الأطباء مقابل مبالغ رمزية هدفها الأول رفع الحرج عن المريض الفقير.
منذ بداية الأزمة في سوريا عام 2011، يرتاد آلاف الناس من مختلف الشرائح، من ضمنهم النازحون داخلياً، عيادة الدكتور عزّ الدين، حيث يقول “في الوضع الرّاهن، النازحون بحاجة إلى عطفٍ واهتمام أكثر من غيرهم.”
في سنوات خلت، قبل اندلاع الأزمة السورية، قدّم الدكتور عز الدين خدماته الطبية للاجئين العراقيين وكذلك اللبنانيين. إنه يعمل ليلاً ونهاراً حرصاً منه على حصول المحتاجين على العمليات الجراحية المنقذة للحياة وعلى الأدوية.
وبعد انتهاء عمله في العيادة، اعتاد هذا الطبيب الذائع الصيت أن يقوم بزيارات دورية لمرضاه الذين لا يقدورن على الحضور إلى العيادة لإكمال العلاج، ويقدم لهم العلاج والدواء الضروريين، ويقول “يمرض الناس في النهار وفي منتصف الليل، وبالتالي يجب على الطبيب أن يٌلبي طلب المريض عند الحاجة، وهذا ببساطة ما أقوم به.”
كرم الدكتور إحسان عز الدين من جهات أهلية وحكومية عدة ونال عدة جوائز وشهادات تقدير لعل أبرزها:
لقب الوصيف بجائزة “نانسن” التي تمنحها مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تكريماً لأشخاص تفانوا في خدمة النازحين جراء الحروب والنزاعات، عام 2017.