خاص “كيان 24”
غالباً ما ينشغل التاريخ بكتابة سير مَن تركوا بصمات مضيئة فيه. وإذا كان لكل حدث استثنائي تاريخ يكتب، فثمة من لا يكترث للحدث في لحظة كينونته فيتعالى صاحبه على إعلان حدوثه، ليأتي من يشغل التاريخ بقصص نجاحات، بعد كد وجد وتفان لكتابة حروف مذهبة تكون دروسا في الحياة لاجيال تحتاج الى من يأخذ بيدها.
نجيب صالحة، ابن بلدة رأس المتن، واحد من القامات السياسية والإقتصادية والاغترابية ممن انشغل بنجاحاته في لبنان والخارج واشتغل على رفعة وطنه ومجتمعه ومنطقته، وهو المتيقن ان التاريخ ليس ابن اللحظة الراهنة، ولا هو صنيع صدفة عابرة، بل التاريخ مجد يتراكم وإعمال مؤثرة، وانجازات لا يزيدها الغياب الا حالات حضور بهي. فكان حاضرا في الكثير من الميادين الوطنية والاجتماعية أحب لبنان فانشغل به وعمل لأجل تقدمه ورفعته، وهذا ما حدا بنجيب صالحة ليكون سياسياً من قماشة مختلفة في ممارسة العمل النيابية والوزاري ، فكان الهم الذي يعتريه هما وطنيا واجتماعيا وانسانيا. أما رؤيته فاتخذت منحى آخر، بحيث كان الإستثمار السياحي فرصة للمساهمة في تحريك العجلة الإقتصادية وجذب السواح وتوفير فرص العمل لجيل الشباب واضفاء البعد الجمالي والحضاري على لبنان، فكان فندق فينيسيا قبلة أنظار السواح من الخليج ودول الإنتشار والأجانب، وكان موئل اللبنانيين من مقيمين ومغتربين.
اللبناني نجيب إبراهيم صالحة من مواليد رأس المتن في العام 1908. بدأ مسيرته العلمية في مدرسة الفرندز في رأس المتن ثم هاجر إلى السودان حيث شغل وظائف حكومية متعددة، ليستقر بعد ذلك في المملكة العربية السعودية، حيث عين نائباً لوزير الأشغال العامة والمال. تأهل من السيدة بديعة اليافي ولهما مازن ومروان وألفت.
استطاع نجيب صالحة ان ينظم العديد من الاتفاقات البترولية بين المملكة السعودية وشركات البترول، وقد انعشت هذه الاتفاقيات جانبا من الاقتصاد السعودي.
النيابة والوزارة
عاد نجيب صالحة إلى وطنه لبنان فأنتخب نائباً عن المتن سنة 1946، كما انتخب عضواً في لجان المال والموازنة، والأشغال العامة، والشؤون الخارجية والأنباء.
في تشرين الثاني من سنة 1946ا عين وزيراً للتصميم في حكومة الرئيس حسين العويني.
بصمات اقتصادية
لنجيب صالحة بصمات اقتصادية ناجحة في لبنان، لا سيما في العاصمة بيروت، حيث تمكن من إدارة عدّة مشاريع صناعية وتجارية وسياحية مهمّة في لبنان منها شركة الفنادق الكبرى “فينيسيا وفندوم”، والشركة اللبنانية للصناعة والتجارة ليكو والشركة الشرقية للإعلام ش م ل، بالإضافة إلى إسهامه في حركة النهوض بعدة مشاريع بنكية ومشاريع للتجهيز والإنماء، ومن اسهاماته في خدمة ابناء منطقته طريق المنصورية رأس المتن التي أنشاها من ماله الخاص، وجسر حاصبيا المتنازع وبعض الطرق الفرعية.
اشتهر نجيب صالحة بالكثير من أعمال الخير، حيث تناولت مكرماته الكثير من المشاريع الخيرية والإنسانية والتربوية والاجتماعية والصحية.
توفي في 21 شباط من العام 1980 في بيروت فشيع في مأتم رسمي حافل ودفن في مسقط رأسه المتن.
في 5 حزيران 2017 أطلقت بلدية رأس المتن اسمه على ثانوية نجيب بك صالحة الرسمية تكريماً له.