عباس محمود أبو شقرا صحافي وشاعر معروفي لبناني، عُرف بمواقفه الوطنية والقومية، هاجر إلى مصر ثم إلى الولايات المتحدة، حيث شارك برفد الصحف هناك بالكثير من المقالات الوطنية، وساهم بدعم الثوار ضد الاستعمار الفرنسي.
ولد عباس أبو شقرا في عماطور في لبنان عام 1880، ودرس في المدرسة الوطنية في الشويفات، هاجر في البداية إلى مصر عام 1900، وعمل محرراً في جريدة المقطم في عام 1904، وأحكم صلاته بأدبائها وساستها أمثال “سعد زغلول” مكرم عبيد احمد شوقي حافظ ثم عاد إلى لبنان.
لم يمكث طويلاً في لبنان بل سافر إلى الولايات المتحدة الأميركية سنة 1907 وعمل في الصحافة فكتب في معظم الصحف المهجرية منها الهدى والبيان ونهضة العرب وغيرها، ولفترة من الزمن كان شريكاً لسليمان بدور في جريدة البيان سنة 1910 وأسهم في تحريرها، وفي تشرين الأول 1920 أصدر جريدة البرهان بالاشتراك مع رشيد تقي الدين وفي 1926 انتخب السكرتير العام لحزب سوريا الجديدة، وكان يجمع المساعدات ويرسلها إلى ثوار السوريين.
عاد الى لبنان عام 1934 ففرضت عليه السلطات الفرنسية بألا يبقى في لبنان أكثر من ثلاثة أيام فذهب إلى اللاذقية ثم دمشق حيث استقبله رجال الحركة الوطنية السورية منهم شكري القوتلي وخالد العظم وجميل مردم بك وفارس الخوري.
كان مفعماً بالنزعة القومية فزار بغداد برفقة ابنه الدكتور رؤوف ثم عاد من بغداد إلى عماطور يتابع منها أبناء بلاده العربية وتوفي فيها سنة 1943 بعمر يناهز الثلاثة وستين سنة إثر أزمة قلبية.
كان أبو شقرا شاعراً وطنياً وجدانياً، نظم ديوان هو “العواطف” أما أشهر قصائد، تلك التي ألقاها في المؤتمر السوري الوطني الأول الذي عقد في ديترويت ميشيجان حيث تأسس حزب سورية الجديدة كانون الثاني 1926.
ومن أشهر قصائده ما قاله في سعد زغلول وفقيد سورية المناضل السياسي اللبناني نجيب بك شقير، بالإضافة إلى تلك التي ألقاها في الحفلة الكبرى التي أقامتها لجنة إغاثة جرحى الثورة السورية وعنوانها: “يا أمتي لا تيأسي لا تجزعي” وتلك التي نظمها تكريماً لسلطان باشا الأطرش القائد العام للثورة السورية لمناسبة عودته إلى الوطن سنة 1937 وعنوانها “ضمي لصدرك ضم الأم سلطاناً”.
أما عشقه لبلده الأم لبنان وحبه له تجلى في قصيدة “الأرزة” يرى فيها جمال وعظمة لبنان.