في زمن تكبر فيه الانقسامات وتتصاعد حدة التوترات، تبقى العقول النيّرة شعلة من الأمل، وخير مثال على هذه القامات هو شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان الدكتور سامي أبي المنى. والذي استحق لقب سفير الحوار والانفتاح، ويشكل نموذجاً يُحتذى به في تعزيز روح الحوار والسلم في العالم.
أبي المنى هو رجل دين وأديب وشاعر، وواحد من أبرز الشخصيات الدينية والفكرية في لبنان، وانتخب شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في 30 أيلول 2021.
وُلد في قرية شانيه في قضاء عاليه، حيث تربّى وتلقى تعليمه الأوّلي، ليتميّز منذ صغره بذكائه وحبه للمعرفة والتعلم.
حصل الشيخ أبي المنى على إجازة في اللغة العربية وآدابها من الجامعة اللبنانية في عام 1980، وكانت بداية رحلته العلمية والأدبية. لينطلق في استكشاف عوالم العلم والفلسفة، حيث بذل جهدًا كبيرًا للتعمق في المفاهيم الدينية والثقافية، لينال الدكتوراه بتاريخ 14 كانون الأول 2015 عن موضوع “الحوار الإسلامي المسيحي في لبنان… رؤية الموحدين الدروز”.
حمل رسالة التسامح والتعايش بين الأديان والثقافات بقلبه، وعمل بجدية لتعزيزها. وكان له الدور الفاعل في تعزيز حوار الأديان والثقافات في لبنان.
حصل على ماجستير في العلاقات الإسلامية المسيحية من جامعة القديس يوسف في بيروت، وأتقن التواصل بين مختلف الأديان بلغة الحوار والتفاهم.
تميز الشيخ أبي المنى بحسّه الأدبي الرفيع، حيث امتاز بالقدرة على التعبير عن أفكاره بكلماته الرقيقة والمعبرة. كتب قصائد شعرية وخطب ومقالات بالمئات وتحمل رسائل تعبق بالحكمة والسلام.
يُعتبر الشيخ أبي المنى من الشخصيات التي تسعى جاهدة لتعزيز وحدة لبنان. يؤمن بأهمية التلاقي بين مختلف الأديان والثقافات في بلده، ويعمل على تجاوز الانقسامات الطائفية وبناء جسور التواصل والتفاهم بين مختلف الطوائف اللبنانية.
ويسعى إلى الحفاظ على الإرث الثقافي والديني للموحدين الدروز والمسلمين في لبنان. يروّج لفهم أعمق للديانة والثقافة الدرزية، ويسعى لنقل هذا الإرث الثقافي والديني للأجيال الصاعدة.
غزير الكتابة وله عشرات الكتب والمؤلفات لا سيما في حوار الأديان وحول تاريخ ومجتمع الموحدين الدروز.