الدكتور سامي مكارم واحد من أهم المفكرين والمثقفين والأكاديميين في طائفة الموحدين الدروز، ساهم بوضع عشرات المؤلفات والمقالات التي تحدثت عن مذهب التوحيد والعرفان.
ولد سامي مكارم في عيتات قضاء عاليه في لبنان في 14 نيسان عام 1931، وهو ابن الشيخ نسيب مكارم الفنان والخطاط الشهير.
ويعتبر مكارم أحد الرموز الثقافية الرئيسية للطائفة الدرزية، وكان مؤرخا مع اتجاه فلسفي وعمق لا مثيل له من الأصالة والإبداع، بالإضافة الى انه أكاديمي ومؤرخ وكاتب وشاعر، في المرحلة الاخيرة من حياته كان فنانا وخطاطا بارعا.
أرسله والده لتلقي تعليمه الابتدائي والمتوسط في ثانوية بيروت والعلوم الثانوية في الكلية اللبنانية في سوق الغرب، ثم انتقل إلى الجامعة الأميركية في بيروت للحصول على التعليم العالي.
حصل سامي مكارم على درجة البكالوريوس في الأدب والفلسفة في 1954 وشهادة الماجستير في الأدب العربي في 1957 من الجامعة الأمريكية في بيروت، وفي الوقت نفسه، قام بتدريس الأدب العربي في الكلية اللبنانية في سوق الغرب ثم في مدرسة الصراط في عاليه.
غادر مكارم لبنان الى الولايات المتحدة الامريكية للدراسة في جامعة ميشيغان في ان اربور، حيث حصل في عام 1963، درجة الدكتوراه في دراسات الشرق الأوسط، وتخصص في الاسلاميات الاضافة إلى ذلك، قام بتدريس اللغة العربية في نفس الجامعة لمده ثلاث سنوات.
عاد سامي مكارم إلى وطنه في عام 1963، حيث عين أستاذا للثقافة العربية في الجامعة اللبنانية حتى 1964، ثم عين أستاذا مساعدا للأدب العربي والفكر الإسلامي في الجامعة الاميركية في بيروت، حتى 1971، وبعد ذلك، كان أستاذا في الأدب العربي والفكر الإسلامي من عام 1971 الى عام 1985.
كما شغل في الوقت ذاته منصب رئيس قسم دراسات اللغة العربية والشرق الأدنى في الجامعة الأميركية لفترتين من 1975-1978، ومن 1993-1996 بالإضافة الى عدد من المراكز العلمية حتى وفاته في 21 اب عام 2012 عن عمر ناهز 81 عاما.
بعد وفاة والده عام 1971 اكتشف مكارم موهبته الخط والفن حيث أنتج اعمال تضاهي جودة اعمال والده باتباع قواعد الخط العربي.
عمل مكارم على مدى 50 عاما بالتراث الباطني والصوفي والإسماعيلي والتوحيدي في محاولة دؤوبة لإبراز المشترك الإنساني، وامسى دائرة معارف بحد ذاته ووضع مؤلفات في الفكر العرفاني الشعر والنثر الشعري والفلسفة وادب السيرة وغيرها.
وتجاوزت نتاج مكارم 25 مؤلفا منها أضواء على مسلك التوحيد الموحدة، تاريخ الموحدين الدروز السياسي في المشرق العربي، الإسلام في مفهوم الموحدين، العقيدة الإسماعيلية، مسلك التوحيد، الحلاج ما وراء المعنى والخط واللون، ديوان أمين تقي الدين، مراة على جبل قاف (قصائد وخواطر توحيدية صوفية)، ضوء في مدينة الضباب، لبنان في عهد الأمراء التنوخيين، التقية في الإسلام، والعرفان في مسلك التوحيد الدرزية وغيرها، بالإضافة الى عشرات المقالات.