“قلعة الدروز” رواية للكاتب الأردني مجدي دعيبس اتخذت من واحة الأزرق في شمال الأردن وقلعتها فضاء مكانيا لمعظم أحداث الرواية.
تناولت الرواية أحوال وظروف المنطقة العربية في سوريا والأردن بدايات الربع الثاني من القرن العشرين، وقدمت وجبة معرفية سلسة، تغري القارئ بمزيد من القراءة والبحث عن المنطقة وأوضاعها آنذاك.
الحدث الرئيسي في الرواية كان حول الثورة السورية الكبرى ضد المحتل الفرنسي التي اندلعت شرارتها من جبل العرب بقيادة سلطان باشا الأطرش، في منتصف العقد الثالث من القرن العشرين، ومعظم أحداث الرواية جاءت تداعيات ومآلات لهذه الثورة؛ كأعمال المقاومة والهروب من المحتل وبطشه وظاهرة الجواسيس وغيرها.
تتناول الرواية حكاية عائلة عجاج أبو عطا التي كانت تقيم في قرية أمتان من قرى الجبل في الجنوب السوري، حيث يقتل نايف الابن جندياً فرنسياً خطأ، فتصبح العائلة القروية البسيطة بين لحظة وضحاها مطاردة من دولة عظمى غاشمة، ما يضطرّها للهرب إلى واحة الأزرق، الملاذ الآمن البعيد، وقد سبقتهم إلى هناك بعض عائلات الجبل، لتصبح وطنهم الجديد، وليستبدلوا مهنة الزراعة التي لم يعرفوا غيرها بمهنة استخراج الملح وبيعه إلى القرى المجاورة.
وتستعرض الرواية نشأة قلعة الأزرق، على يد المهندس الروماني أرنسو الذي شيدها بأيدي العبيد، على أنقاض القلعة التي بناها الأنباط، وقد أقرَّ لهم بحسن اختيار المكان، وأنه الأفضل في الواحة، كما أعجبه تخطيط قلعتهم، فاعتمد أساساتها وتوسع فيها بما يحقق رؤيته وشغفه وفكره، ولتكون حصنا يخدم الإمبراطورية الرومانية في عمق الصحراء، ثم أحيت القلعة التي كانت شبه مهجورة بلجوء بعض العائلات الدرزية إلى واحة الأزرق هربا من بطش المحتل الفرنسي، وعرفت بعد ذلك بـ “قلعة الدروز”.
وكانت حركة إحياء القلعة سببا في ظهور واحة الأزرق، كمكان للإقامة والحياة، ولجأ إليها من بعد الكثير من العائلات وتوسعت، حتى أصبحت اليوم بلدة كبيرة، تحتل مركزا مهما على طريق السفر إلى السعودية والكويت والعراق.
كما تشير الرواية إلى حادثة طريفة، وهي بداية دخول “المتة” إلى قرى جبل العرب، خاصة قرية “أمتان” حيث عاد طايل ابن عم المختار من الأرجنتين لتصفية أملاكه والعودة، وعرفهم على شرب “المتة” التي تؤخذ من شجرة المتة المعمرة ودائمة الخضرة مثل الزيتون. وأخبرهم طايل أن المتة هي الشراب الشعبي الأول في الأرجنتين وليس القهوة أو الشاي.
كان للمرأة دور بارز ومفصلي في الرواية، لا يقل أهمية وتأثيرا عن دور الرجل في كثير من الأحيان، وخاصة صبحية زوجة عجاج ونعايم زوجة ذياب وأديبة وأمها ودلال وأم تيسير وبيسان وغيرهن، وهذا يؤكد أن المرأة لم تكن مهمشة آنذاك، وكانت تقوم بدورها بما يناسب قدراتها وإمكاناتها.