بلدة الجاهلية اللبنانية، تجمع بين جمال الطبيعية والتاريخ، يقصدها الالاف سنويا للتمتع بالطبيعة الخلابة ومعالمها الاثرية القديمة التي تمتزج مع لطافة سكانها الذي كان لهم دروا وطنيا في مواجهة الاحتلال الفرنسي.
الجاهلية، تتبع قضاء الشوف العريق في جبل لبنان، تبعد عن بيروت حوالي 38 كم، تتميّز بوجود العديد من الأنهار والبرك المائية العذبة، تقصد سنوياً من قبل آلاف العائلات والشباب خلال رحلات السير والنزهات في أحضان الطبيعة، فهي ملاذ كل إنسان يسعى للشعور بالراحة والطمأنينة بعيداً عن ضجيج المدينة.
ويعتبر نهر الجاهلية من المعالم المميزة على الخريطة السياحية في لبنان، فهو نهر صخري طبيعي من دون رمال ويمتد لمسافة 3 كلم، وتنتشر على ضفافه المقاهي والمنتزهات، والتي أصبحت الواجهة المفضلة للسياحة الداخلية في لبنان.
الآثار في بلدة الجاهلية قليلة لكنّها غنية وذات قيمة مهمة، ومن أهم المعالم الأثرية البيوت التراثية التي يتعدّى عمرها 200 عام وتتميّز بالعقود والأحجار القديمة.
أما جسر الجاهلية الذي يعدّ من أبرز المعالم وأقدمها فيعود إلى الحقبة العثمانية المملوكية.
كما يمكن إيجاد مطحنة الجاهلية الأثرية والمعصرة وكانتا من أهم الأمور في البلدة من أجل عصر العنب وطحن الحبوب والقمح.
ومن أبرز معالم بلدة الجاهلية التاريخية جسرٌ يعرف بالجسر الروماني أو جسر عين الضيعة، بقنطرته، المجهول تاريخ بنائه، لكنه كان جسر العبور بين الشوف والساحل اللبناني وخاصة صيدا، وهو الممر الرئيسي لوصول مزارعي البلدة إلى أراضيهم.
لا أحد من أبنائها يعرف لماذا أطلق عليها “الجاهلية” حيث ترجح مصادر تاريخية أخرى أنّ اسم البلدة يعود إلى كلمة المجاهل التي تعني المغاور والكهوف، ينطبق هذا الأمر على الجاهلية لأنّها تحتوي على الكثير من الكهوف والمغاور القريبة من أنهارها وينابيعها الغزيرة.
وسجلت الجاهلية عبر التاريخ أروع المواقف الوطنية والمواجهات مع الاحتلال الفرنسي، وبعض من رجال القرية شارك في الثورة السورية الكبرى عام 1925عندما انطلقت شرارتها من جبل العرب في سوريا ضد الانتداب الفرنسي، كما شاركوا في ثورة العام 1936 في فلسطين وبقية الانتفاضات لمواجهة الانتداب البريطاني والعصابات الصهيونية آنذاك.