كتب الشاعر نصر موسى أبو شحاذة، من قرية الغجر في الجولان، قصيدة “ألمُ الفجيعةِ” إهداء لأرواح شهداء مجدل شمس. وجاء فيها:
ألمُ الفجيعةِ خضّبَ الأجفانا
وجمارُها لذعت به الأبدانا
ويلٌ لخطبٍ والسماء كئيبةٌ
فهل اللواعج تترك الإنسانا
حدثٌ ، له وقع القلوب تألمت
قد هزّ من هول الردى الأركانا
أطفالُ عهدٍ ينعمون بلعبةٍ
وغدٍ جميل ، أو يرون أمانا
أطفال جيلٍ يؤمنون ببسمةٍ
غدرت بهم أيدي المنون هوانا
إنّ الفراقَ لغصّةُ العمر التي
دُمِغت ولا يرقى لها نُسيانا
وقعت ولا ندري لردِّ قضائها
والموت لم يطلب له آذانا
هذا هو الجولان يبكي وجيعةً
والصمت يأبى بوحَه ما عانا
هذي قلوب الأمهات تحرّقت
والعينُ تذرف دمعها جريانا
وأبٌ يلوذُ بحسرةٍ رقراقةٍ
لبس البنينُ من الأسى الأكفانا
أختٌ تناجي ربّها بأخٍ لها
والموت لم يحمل له أذانا
في لحظة قبل المغيب فُجاءةً
فقدوا ، وما طلب الردى استئذانا
ما ذنب أطفال البراعم نورت
ببريقها تلقى الهوى ريانا
أطفالنا حلمُ البراءةِ رايةً
شعّت تضيءُ لتربها الألوانا
وخدودها شقرُ الخمائلِ رقةً
وبراءةً ما أعذبَ الولدانا
نبكي على جلل المصاب بدمعةٍ
ألماً وحرّى خضّبت أوطانا
يا من يعز فراقُهم ورحيلُهم
وشموا القلوبَ من الأسى أشجانا
والكبدُ حرّى من لهيبِ مُصابها
والنّفسُ تحملُ غُصةً ومكانا
يا من تسجّيتم قلوباً إنّما
سكناكُم روحٌ غدت عنوانا
صبراً لأمر الله هول مصيبةٍ
حرقت قلوباً رسّخت أحزانا
سيروا إلى درب الجنان تألقاً
قولوا جهاراً ما الذي آذانا
ولسوف تهمي من عيونٍ دمعةٌ
تجري على خدِّ الزمان زمانا
ألفٌ من الرحمات منها شُعلةٌ
حسنى الطفولة تثقل الميزانا
إنّ المشيئةَ قد قضت في أمرها
أمرُ المقدّرِ من عُلاه بيانا
غفران ربي ما ألمّ وما جرى
كانَ المُصابُ وليته ما كانا