تُعد محافظة السويداء جنوب سوريا مثالاً فريدًا على الوعي الشعبي، إذ رفضت الانجرار نحو العنف منذ عام 2011. ومع انطلاق الحراك الجديد في 2023، برزت المحافظة كحالة سلمية ومدنية تمامًا، جامعة لكل فئات المجتمع في مسار تغييري حضاري.
أدى الشيخ حكمت الهجري دورًا محوريًا في دعم الحراك، مؤكدًا على نبذ الطائفية، بينما اتخذ الشيخ يوسف جربوع موقفًا متحفظًا انطلاقًا من حرصه على تجنب الانقسام، ما يُظهر تنوّعًا متوازنًا داخل الصف المجتمعي.
أُعلن عن تأسيس المجلس العسكري المدني في عام 2025 كجسم محلي يُعنى بحماية المجتمع وتنظيم الأمن دون أي انخراط في العمل المسلح، مع سعيه للحوار مع الحكومة الانتقالية، مؤكدًا على استقلال القرار المحلي.
رغم الضغوط الإقليمية، حرص أهالي السويداء على الحفاظ على استقلال قرارهم، ورفضوا الانخراط في أي محاور خارجية، مشددين على أن الحل الحقيقي يجب أن يكون سوريًا خالصًا، قائمًا على الحوار والإصلاح.
مع تراجع الخدمات المركزية، لجأ الأهالي إلى مبادرات محلية وجماعية لإصلاح البنية التحتية، مما عكس حالة من التماسك المجتمعي والتكافل، وأثبت قدرة المجتمع على تجاوز التحديات بالإرادة الجماعية.
بقيادة واعية، وحراك سلمي، وروح بنّاءة، تسير السويداء بخطى ثابتة لتكون نموذجًا يُحتذى به في سوريا الجديدة. لقد أثبتت أن التغيير السلمي ممكن، وأن الكرامة لا تُنتزع إلا بالإرادة الشعبية.