في مشهد مؤثر، وجّه الشيخ الدرزي محمد كيوان كلمات عاطفية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال فيها:
يا رسول الله، نحن الدروز الذين كنا معك في الهجرة، وفي البيعة، وفي بدر، وفي الخندق، ولا زلنا على نهجك…
ليست هذه الكلمات مجرد تعبير رمزي، بل رسالة واضحة تؤكد على عمق الانتماء الروحي والتاريخي للدروز في قلب الإسلام، وعلى معاناتهم المتكررة من الإقصاء وسوء الفهم.
الفيديو الذي أثار الجدل مؤخرًا لا يمثل طائفة ولا يعكس أخلاقها. لم يصوّره أحد من دروز السويداء، ولم يؤيده أي تجمع أو مظاهرة، بل قوبل بالرفض من مختلف شرائح المجتمع.
ومع ذلك، ظهرت أصوات تعمم التهمة وتفتح باب التكفير، وكأن طائفة بأكملها مسؤولة عن فعل فردي معزول.
أسئلة محورية
- هل يجوز الحكم على جماعة من الناس بسبب تصرف شخص واحد؟
- وهل يحق لأي إنسان أن ينصّب نفسه ممثلًا للإسلام فيُقصي ويُكفّر من يشهد أن لا إله إلا الله؟
المرحلة التي نعيشها حساسة، لا تحتمل مزيدًا من الكراهية أو التشكيك. عندما يتحول الحوار إلى ساحة اتهام، ويصبح الخلاف العقائدي مبررًا للتنفير بدل التفهّم، نكون قد خسرنا جوهر الدين ومعناه الإنساني.
دعوة للوحدة والرحمة
إن ما يجمع أبناء الوطن الواحد أكثر مما يفرّقهم. والدين الذي يدعو إلى الرحمة، لا يمكن أن يكون وسيلة لتأجيج الخلاف أو بث الخوف في نفوس الأبرياء.
فلنحافظ على وحدتنا، ولنُحسن الظن ببعضنا، ولنجعل من خطابنا جسورًا لا متاريس.