ألقى سماحة الشيخ موفّق طريف، الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدرزيّة في الداخل الفلسطيني، كلمة مؤثرة خلال موقف تأبينيّ أقيم في بلدة حُرفيش، تخليدًا لذكرى شهداء الطائفة الدرزية في سوريا، الذين سقطوا نتيجة اعتداءات إرهابية تكفيرية طالت قرى عدّة أبرزها السويداء وجرمانا وصحنايا.
إدانة للاعتداءات ودعوة لصون الكرامة
في كلمته، وصف سماحته المشهد بـ “الصباح الحزين المثقل”، مؤكدًا أن ما حدث هو اعتداء على حق طبيعي ومشروع في العيش الكريم والآمن، ودفاعًا عن وصية التوحيد الداعية لحفظ الأرض والعرض والدين.
وأضاف: “شهداؤنا الشرفاء دفعوا حياتهم ثمناً للمبادئ، وصوتنا سيبقى عاليًا ضد كل من يستبيح دم الأبرياء.”
تحذير من الفتنة الطائفية وخطر الانقسام
وحذّر الشيخ طريف من أن ما يجري هو تهديد لوحدة سوريا، حيث قال: “هذه الأحداث هي ناقوس شؤم لمستقبل ضبابي، تتحول فيه الخلافات إلى أداة لتمزيق النسيج الوطني.”
وتحدث عن استغلال مقطع مصوّر مفبرك لتأجيج الفتنة ضد الطائفة، مجددًا التنديد به ومؤكدًا احترام جميع الأنبياء والرسل، وفق تعاليم كل الأديان السماوية.
تأكيد على الدعم الكامل للطائفة في سوريا
في رسالة واضحة، جدّد سماحته التأكيد أن الطائفة الدرزية في سوريا ليست وحدها، قائلًا: “نقف إلى جانب إخوتنا في سوريا قلبًا وقالبًا، ولن نطلب إذنًا من أحد للقيام بواجبنا المقدس في حفظ الإخوان.”
كما شدد على أن هذا الدعم لا يعني التدخل في شؤون الطائفة الداخلية، بل هو التزام وجداني وإيماني نابع من وحدة المصير والانتماء.
إشادة بنداء المفتي العام والدعوة إلى الوحدة
أشاد سماحة الشيخ بنداء المفتي العام للجمهورية العربية السورية، الشيخ أسامة الرفاعي، والذي دعا فيه إلى وقف الاقتتال وحقن الدماء، مؤكدًا أن مثل هذه المواقف مسؤولة وشجاعة.
ودعا أبناء الطائفة في سوريا إلى رصّ الصفوف، قائلاً: “الوحدةُ الوحدةُ أيّها الإخوانُ الموحّدون، ففيها النجاة، وفي التشتّت الهلاك.”
ختام بالدعاء للشهداء والأمل بسوريا موحدة
اختُتمت الكلمة بالدعاء بالرحمة للشهداء، والشفاء للجرحى، والحفظ لكل المخلصين من أبناء الطائفة، مع مناشدة الدول الفاعلة في المنطقة للتحرك الفوري لوقف هذا المشهد المأساوي.
وقال الشيخ طريف في ختام كلمته: “إنّا لله وإنّا إليه راجعون، والله لا يحبّ الظالمين.”