استقبل الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم الجمعة، الزعيم اللبناني الدرزي وليد جنبلاط في قصر الشعب بالعاصمة دمشق، بحضور وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني. وتأتي هذه الزيارة في توقيت حساس، بعد أيام من التوترات الأمنية في محيط دمشق، وتحديدًا في منطقتي جرمانا وصحنايا ذات الغالبية الدرزية.
ووفق بيان صادر عن الحزب التقدمي الاشتراكي، فإن اللقاء اتسم بـ”الودية والحفاوة والصراحة”، حيث جرى خلاله بحث آخر التطورات على الساحة السورية، وخصوصًا ما يتعلق بالأوضاع الأمنية وموقع الطائفة الدرزية في الدولة السورية الجديدة.
وقال جنبلاط إن زيارته تأتي دعمًا لوحدة سوريا واستقرارها، مشيدًا بما وصفه بـ”الانفتاح العربي والدولي تجاه الدولة السورية الجديدة”. وأضاف أن هذا الانفتاح يشكل فرصة لتعزيز العلاقات اللبنانية–السورية، ويُسهم في تخفيف حدة التوترات الإقليمية.
من جانبه، عبّر الرئيس أحمد الشرع عن تقديره للدور الوطني والتاريخي الذي لعبه أبناء طائفة الموحدين الدروز، مؤكدًا على أهمية مشاركتهم في بناء سوريا الجديدة، وفي مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية على حد سواء.
في ظل التصعيد الإسرائيلي
الزيارة جاءت في أعقاب قصف إسرائيلي طال منطقة قريبة من القصر الرئاسي في دمشق فجر اليوم، وهو ما وصفته الرئاسة السورية بـ”تصعيد خطير”، متهمة إسرائيل بمحاولة التدخل في الشأن السوري الداخلي بذريعة حماية الدروز.
في المقابل، رفض عدد من قادة الطائفة الدرزية هذه المبررات، مؤكدين في بيان ختامي لاجتماعهم في السويداء أن أبناء الطائفة “ليسوا بحاجة لحماية خارجية”، مشددين على التزامهم بالدولة السورية ووحدة أراضيها.
جهود لاحتواء التوترات
وتأتي زيارة جنبلاط في أعقاب اتفاق بين زعماء دروز والحكومة السورية على تسليم السلاح وعودة قوى الأمن إلى مناطق التوتر، في محاولة لاحتواء الاشتباكات التي شهدتها الأيام الأخيرة وأدت إلى سقوط عدد من القتلى.
وأكد الطرفان في لقائهما ضرورة العمل على تثبيت الأمن ومنع أي انزلاق نحو الفوضى أو الاحتراب الطائفي، في ظل التحولات التي تشهدها البلاد منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024.