خاص “كيان 24”
على خطى فريد الأطرش، سار إبن بلدة صوفر نحو النجوميّة، متشرّباً أصالة الجبل وحبّ الأرض. وبصوت رنّان عكس حبّه للأرض والوطن والجبل الذي ينتمي إليه، إنطلق في رحلته الفنيّة المليئة بالمحطات والنجاحات والتي لم تقتصر على لبنان فقط إنّما تعدّته إلى العالم العربي. فكان إسم له وقع خاص في عالم الفنّ في لبنان…. نهاد طربيه وصوته فريدان لا يتكرّران.
ولد المطرب نهاد طربيه في بلدة صوفر في محافظة جبل لبنان عام 1950. درس في مدرسة البر والإحسان في بيروت، وبعدها التحق بالمعهد الوطني العالي للموسيقى، وتعلم العزف على العود وتخرج منه بعدما أنهى سنوات دراسته. ودعمه والده كثيراً فقد كان محبًّا للفن وكان شاعراً ومؤلفاً وكان له كتاب يحتوي على 400 بيت شعر اسمه “أيائل الصحراء” وقد غنى منها بعد ذلك.
أحب الغناء كثيراً، فحمله والده إلى منزل الفنان الراحل وديع الصافي الذي شجّعه حتى تقدم إلى برنامج “استديو الفن” حيث أعجب الناس بصوته، وبدأ يحيي الحفلات تباعاً.
بدأ نهاد طربيه مشواره الفني بعد تخرجه من المعهد، وعاش ثقافات عدة، إذ تنقّل بين بيروت وباريس والقاهرة، ما أثّر على مشواره الغنائي وصبع وجهته، فمن منزله، إلى المدرسة، ومن ثم التحاقه بفريق كورال كان يديره الفنان اللبناني الراحل زكي ناصيف، تشرّب الفنّ الأصيل وعكسه في أغنياته التي لم تكن تشبه غيرها وفيها من أسلوب طربيه ما يكفي لئلا تستنسخ غيرها.
على خطى فريد الأطرش
وتأثّر بفريد الأطرش وكان يتقن أسلوبه ويغني به، إلا أنّه حافظ على هويّته. وقد بنى علاقات قويّة مع كثير من نجوم الوسط، كفريد الأطرش الذي جمعته به علاقة صداقة إذ كان طربيه من المطربين المفضلين والأصدقاء له.
كذلك جمعته صداقة بالموسيقار ملحم بركات، فقال طربيه أنه كان كثير اللقاء معه والاستعانة به في أغانيه. كما صرح في إحدى اللقاءات أنه تربطه علاقة قرابة بالفنان الراحل جورج يزبك الذي قام بتأليف أغنية شهيرة له. كما جمعته علاقات صداقة بالنجم أحمد عدوية في مصر.
وفي مشوار فنّي امتدّ لحوالى 35 عاماً، قدّم طربيه أكثر من 300 أغنية بين المصرية واللبنانية والبدوية. قد تكون من أشهرها، أغنية “بدنا نتجوّز عالعيد” التي لاقت استحساناً كبيراً من قبل الجمهور وانتشرت في العالم العربي كلّه. وقد أطلقها بعد فترة انتقاله إلى باريس بسبب الحرب الأهلية في لبنان. وفي باريس، وجد طربيه الشحرورة إلى جانبه، فدعمته وطلبت من المتعهدين والمنتجين مساعدته بكلّ ما استطاعوا.
في القاهرة أيضاً، وجد طربيه نفسه محاطاً بالمحبّين، فالتقى بالموسيقار محمد عبد الوهاب، الذي منحه ثقة بعد وديع الصافي وآخرين، وسمح له بإعادة تسجيل رائعته “قلبي بقللي كلام” التي أصدرها لاحقاً في ألبوم حمل اسمها.
ومن أشهر أغانيه أيضاً أغنية “ع أبوابكم دقيت”، وأغنية “وردة ليكم”، كما أنه تعاون مع شعراء وملحنين خصوصاً الملحن حسن أبو السعود الذي قام بتلحين أغنية من أغانيه بعنوان “خلاص حسيبك”، كما غنّى أغان من تأليف والده ومنها أغنية بعنوان “مال الهوى ومالي”.
توفي في باريس
حصل على الكثير من الأوسمة والجوائز والألقاب، وإلا أنّ المرض خانه، فكان السكّري سباباً وراء معاناة طربيه وفي فقدانه لبصره. وقد توفي في باريس حيث كان يتلقّى علاجه عن عمر يناهز 67 عاماً، إلا أنّه ترك أثراً في قلوب الجماهير.
في مقابلة له، قال نهاد طربيه ردًّا على سؤال عن الزمن الجميل إنّ “الزمن الجميل لم ينته ولم يدفن بل على العكس فكل ما قدمناه من طرب ومواويل، ما زال عالقاً بأذهان الجمهور”. وهكذا لا تزال أغنياته عالقة في الأذهان، تذكّر بزمن جميل وبجيل من العمالقة والكبار، نهاد طربيه واحد منهم.
من أغاني نهاد طربيه:
أغنية “قالوا العذاب مشوار”
موال “أنا لبناني”
أغنية “القمر مسافر”
أغنية “حبيبي”
أغنية “أميرة بنت الأمراء”
أغنية “طيب جداً”
أغنية “بحبك”
أغنية “لبنان يا حبنا راجعينلك راجعين”
الأغنية البدوية “وين الخيل”
الأغنية البدوية “وينا زينة”
الأغنية البدوية “بعز الليل”
الأغنية البدوية “تريد تروح وتنسانا”
الأغنية البدوية “ع أبوابكم دقيت”
الأغنية البدوية “النبي تضحكي”.