خاص “كيان 24”
إنّها قصّة، حسن حمزة، المعروف بـ “أخوت شانيه”. وشانيه بلدة في قضاﺀ عاليه في محافظة جبل لبنان، ويقال إنّه كان يسكن فيها رجلٌ ذكي لدرجة إدعى الجنون من أجل تجنُّب ظُلم السلطة وأزلامها، على آراءٍ يقولها مُناقضة لسياسة الدولة آنذاك. وكان يُعرف باسم “أخوت شانيه”.
وفي ذلك العصر كان الأمير بشير الشهابي الثاني حاكماً للبلاد، وقد استعان بأشهر المهندسين الأوروبيين والبنّائين من حلب ودمشق وأنحاء لبنان ليبنوا له أجمل قصور الشرق الأوسط في بيت الدين، حتى يكون مقرّاً له ولحاشيته. لكن كانت هناك مشكلة عجز الجميع عن إيجاد حلٍّ لها، وهي كيف تصل المياه إلى القصر ليشربوا ويسقوا النبات والخيول. إلى أن جاء “الأخوت” ذات يوم وعرض على الأمير خطته لإيصال المياه إلى القصر، وهي أن يقف الرجال والعمّال خطّاً واحداً، ويحفر كل واحد منهم بقدر طول قامته. وبهذا فإنّهم يحفرون قناةً تصلح لنقل المياه من النبع حتى القصر.
ذُهل الأمير بشير وحاشيته بفطنة وذكاء هذا الذي يسمّونه مجنوناً، وأعطى الأمير أوامره وتعليماته حتى تمّ تنفيذ المشروع بنجاح، ووصلت المياه إلى القصر بوفرة. وقد قيل أن الأمير بشير أعفى بلدة شانيه من الرسوم الضريبية على المياه بعد ذلك.
إلا أنّ قصّة “أخوت شانيه” لم تنتهِ هنا، فقد تحوّل فيما بعد إلى بطل في إحدى مسلسلات نبيه أبو الحسن الذي جسّد دور “أخوت شانيه” فالتصق به هذا الإسم في مسيرته الفنيّة الإبداعية. ونجح المسلسل نجاحاً باهراً وحتى أنّه لا يزال معروفاً حتى يومنا هذا.