في بلدة الجاهلية الشوفية، بدأت مسيرة الفنان غاندي أبو ذياب، الشاب الموهوب الذي أحبّ الكتابة كما النحت والرسم، وإذ به يكتشف في قريته كهفاً يعود الى العهد العثماني منذ ما يقارب الـ400 سنة، وهو عبارة عن ثلاثة أقبية من العقد متلاصقة تمتد على مساحة 1500م2 مع الحديقة التراثية المحيطة به، ليبدأ ورشة إعادة تأهيل للكهف وإذ به يكتشف كهفاً إضافياً على شكل مغارة ضيّقة عرض جدرانها مترين بارتفاع المتر والنصف، فعمل على حفر الصخر على عمق متر ونصف المتر بطريقة فنية ساعدت في انشراح المكان، من دون المساس بأرضيته الصخرية الملتوية.
وبعد جهد سنوات من العمل والتعب، تحوّلت هذه الأقبية التراثية الى “كهف الفنون” بحلّته الحالية، تزيّنه لوحات غاندي الزيتية والتي استوحى معظمها من حياة القرية اللبنانية وشخصياتها وعاداتها، اضافة الى المنحوتات الفنية والمجسمات وقد استخدم جذور الأشجار العتيقة وجعل منها لوحات تعبيريّة.
ولا يمكن زيارة “كهف الفنون” من دون تذوّق مأكولات القرية اللبنانية، وقد بنى لذلك أفراناً من التراب لشوي وطهي المأكولات القروية والمنقوشة البلدية. هذا الى جانب الأشجار المثمرة التي زرعها في حديقة الكهف ومحيطه، في ظل تنوّع بيئي يجمع حوالى 40 نوعاً من الأشجار والنباتات.
وما يزيد هذا المكان روعةً وتنوّعاً هو مزارع الأسماك التي حرص غاندي على ان يترك لها مساحة دافئة بين هذه التحف الطبيعية والفنية.
لا يقتصر إبداع غاندي على الرسم والنحت فقط، فهو شاعر أيضاً وله أكثر من ديوان شعري.