يعود تاريخ الدروز في منطقة الجولان إلى عهد الأمير فخر الدين المعني الثاني (1590-1635) الذي كان يسعى إلى الانفصال عن الدولة العثمانية، حيث طلب من علي جانبولاد، الرحيل من جوانب حلب إلى الكرمل والجولان وتوطين الدروز هناك.
والجولان هي هضبة تقع في بلاد الشام بين نهر اليرموك من الجنوب وجبل الشيخ من الشمال، تابعة إداريًا لمحافظة القنيطرة، وهي جزء من سوريا وتتبع لها. منذ حرب 1967 احتل الجيش الإسرائيلي ثلثي مساحتها، وعُدّت من قبل الأمم المتحدة من ذلك الحين أرضًا سورية محتلة.
بقي الدروز في أرضهم في الجولان رغم خضوعها للاحتلال، ورفضوا حمل الهوية الاسرائيلية، معبرين دائماً عن تمسكهم وانتمائهم الى سوريا.
يتوزع الدروز في الجولان على 4 قرى أساسية هي مجدل شمس، بقعاثا، مسعدة وعين قنية. وإليكم نبذة عن تاريخها:
قرية مجدل شمس
قرية مجدل شمس هي أكبر قرى إقليم البلان في الجولان تقع على السفح الجنوبي لجبل حرمون. عدد سكانها حوالي 15.000 نسمة تقريبا ترتفع عن سطح البحر حوالي 1200 م, إبان الحكم العثماني كانت مجدل شمس مع سائر إقليم البلان تابعة لمحافظة جبل لبنان قضاء راشيا، وبعد الانتداب الفرنسي أصبحت تابعة لمحافظة دمشق سوريا.
تسميتها تعود إلى العهد الفينيقي وتعني بالعربي “برج الشمس” حيث وجدت آثار لمعبد فينيقي لتقديس إله الشمس ومعصرة زيتون, ويعتقد بأن الملك حيرام ملك صور هو من أمر ببناء معبد للشمس في هذا المكان بعد أن كان في رحلة صيد على جبل حرمون. وبعد العهد الفينيقي تحولت إلى خربة وبقيت مهجورة حتى أواخر القرن الثالث عشر الميلادي حيث وصل إليها عبر فلسطين ثلاثة إخوة من آل فرحات وهم من أصول مصرية، وبعد دخول المماليك بقيادة الظاهر بيبرس إلى مدينة صفد هاجرت بعض العائلات الأخرى من الدروز والمسيحيين الأرثوذكس إلى مجدل شمس وأكبر هذه العائلات كانت عائلة صفدي وعائلة شحاذه، وفي منتصف القرن الثامن عشر وصلت إلى مجدل شمس عشائر أخرى قادمة من جبل لبنان بعد خسارتها في معركة عين دارا والحرب الأهلية الدامية بين الشهابيين والمعنيين من دروز لبنان، وكان من أكبر تلك العشائر آل أبو صالح التي تعود أصولهم إلى حلب والقبائل الحمدانية، والآن عائلة أبوصالح هي أكبر العائلات في مجدل شمس.
ولكن هناك رواية أخرى ما زالت متوارثة على ألسنة السكان المحليين، وهي أن ثلاثة أخوة من آل فرحات لجأوا إلى جبل حرمون وسكنوا خربة مجدل شمس هاربين من منطقة الجليل في فلسطين بسبب قتل أحدهم رجلاً عن طريق الخطأ مما أجبرهم على الرحيل لتدارك ردة فعل اهل القتيل الذين سيسعون للثأر منهم. هذه الرواية التي ما زالت حية ومتناقلة على لسان سكان المنطقة تُرجع وصول آل فرحات إلى مجدل شمس إلى الفترة الرومانية قبل الفتح الإسلامي، لأن منطقة جبل حرمون كانت قديماًإحدى مناطق اللجوء المتعارف عليها والتي جاء ذكرها في التوراة ونوه إليها عدد من المؤرخين القدامى مثل فلاويوس يوسيفوس وفيلو وغيرهم.
إبان الثورة السورية الكبرى ضد الاستعمار الفرنسي كانت مجدل شمس من أهم معاقل الثوار من الجولان وجبل لبنان بسبب موقعها الجبلي المحصن، وأحرقها الفرنسيون ثلاث مرات.
سكان مجدل شمس يعتمدون في معيشتهم بالدرجة الأولى على زراعة الخضار والفواكه وخاصة التفاح والكرز.
بعد حرب 1967 احتلت إسرائيل مرتفعات الجولان بما فيها مجدل شمس وما زالت خاضعة للاحتلال. حاولت سلطة الاحتلال عام 1982 فرض الجنسية الإسرائيلية بالقوة على سكانها وسكان القرى الأخرى في الجولان ولكنها فشلت بسبب التفاف السكان حول القيادة الروحية التي أصدرت فتوى بتكفير ومقاطعة كل من يقبل الجنسية الإسرائيلية، وقامت القوات الإسرائيلية بمحاصرة قرى الجولان وبخاصة مجدل شمس لمدة تزيد على ستة أشهر ومنع دخول الغذاء والدواء للمواطنين، ولكن ذلك لم يزد المواطنين إلا صلابة ورفض لمطالب الاحتلال ورفع العلم السوري وإصدار وثيقة رسمية باسم جميع السكان يعلنون فيها تمسكهم بجنسيتهم العربية السورية ورفضهم للاحتلال. وفي شهر يوليو 2010 اضطرت الشرطة الإسرائيلية إلى الانسحاب من مجدل شمس إثر مواجهات مع الأهالي في محيط أحد المنازل الذي اقتحمته لتفتيشه، مما أغضب السكان ودفعهم إلى محاصرة أفراد الشرطة واحتجازهم مما دفع الجيش الإسرائيلي للتدخل، وتم ألإفراج عن أفراد الشرطة المحتجزين بعد أن حصل وجهاء القرية على ضمانات بعدم تكرار مثل هذه المداهمات من قبل الشرطة واحترام حرمة البيوت والسكان المدنيين.
وهي أكبر قرى الجولان الخمسة التي تحتلها إسرائيل، العدد الكلي لسكان القرى الخمسة حوالي 30.000 نسمة يسكن منهم حوالي 15.000 في مجدل شمس والباقي موزعون على القرى الأربع الأخرى (بقعاثا، عين قنية، الغجر، مسعده).
قرية بقعاثا
قرية بقعاثا قرية درزية تقع في هضبة الجولان على ارتفاع 1000 م عن سطح البحر وعلى بُعد عشرة كيلومترات كم شمالي مدينة القنيطرة وعلى مسافة خمسة كيلومترات شرقي قرية مسعدة وعلى الطريق الرئيسي الذي يوصل من مجدل شمس إلى مسعدة جنوبا وإلى القنيطرة. وهي تقع على هضبة صغيرة وفي منبسط سهلي تربتها حمراء تميل إلى السواد وحجارتها سوداء.
توجد حول القرية بعض الجبال الصغيرة التي تشبه التلال كجبل شعيثرة من الشرق وعين وردة من الشمال الشرقي ومرج يسمى المرج الغربي من الشمال ومن الغرب تل يسمى التل الأحمر يشرف على منطقة الغور والحولة. توجد شرقي البلدة عين تُسمى عين السلالم وتوجد في القرية بعض الآبار. كما كانت تُجمّع المياه فيها في السابق في برك ومستنقعات تجف في الصيف وكانت توجد حولها أحراش وبساتين وفيها بعض الكهوف الصغيرة.
مصدر الاسم غير واضح لكن يُعتقد أن وجودها كمنطقة سهلية فيها بعض البقاع أو البقع المائية كان سببا في إطلاق اسم بقعاثا عليها مع الزمن للإشارة على هذه الظاهرة. وقد كانت قرية مأهولة بالسكان منذ القدم وتدل على ذلك المغائر والآثار القديمة التي عُثر عليها فيها لكن القرية غير مذكورة في المصادر التاريخية القديمة. ويُعتقد أن الاستيطان الدرزي فيها بدأ قبل أكثر من مئة سنة حيث اضطرت بعض العائلات من مجدل شمس للانتقال إلى تلك المنطقة والسكن فيها بسبب خلاف دموي عائلي وقع عام 1875 فانضمّ إليهم سكان من جبل الدروز ومن لبنان ومن بلاد صفد وكوّنوا قرية قائمة بذاتها ما زالت مستمرة حتى اليوم.
عانت القرية كثيرا عام 1888 إذ هاجمتها السلطات العثمانية وعانت مرة أخرى عام 1925 إبان الثورة السورية الكبرى فقد هدمت معظم بيوتها والتجأ غالبة السكان إلى جبل الدروز والكرمل وعادوا بعد ذلك.
وقد قام بإدارة شؤونها عدد من المخاتير حتى عام 1975 حيث عُين فيها أول مجلس محلي شرع في خدمة المواطنين وتأمين حاجياتهم والسهر على مصالحهم. وتم ربط القرية بالتيار الكهربائي وأقيمت فيها مدرسة ابتدائية عام 1950 ومدرسة إعدادية عام 1987. يدرس أبناؤها في المدرسة الثانوية في مسعدة. عُبّدت الشوارع وأقيم مبنى المجلس المحلي وعيادات ومرافق اجتماعية هامة. وقد تم تجفيف البركة الكبيرة التي كانت تتوسط القرية وتُستعمل لسقي المواشي.
بلغ عدد سكانها حسب إحصاء أجري في شهر أيلول 2007 5523 مقسمون حسب العائلات بموجب الجدول التالي:
عماشة (تضم نجم، عباس وشحرور: 959 نسمة، أبو عواد تضم عائلة زيدان : 815 نسمة، أبو شاهين: 596 نسمة، زهوة تضم عائلة خطار: 596 نسمة، شمس: 419 نسمة، فرحات:365 نسمة، ولي: 228 نسمة، القيش: 227، مراد + ناصر: 173، أبو شبلي: 195، صبح: 151، قلعاني: 117، طربيه: 113، غوطاني: 108، حرفاني: 94، حبوس: 77، حسون: 70، أبو رافع: 62، درويش: 54، بطحيش: 51، مغربي: 36، بحصاص: 17، الشاعر: 9، الصفدي: 9، جابر: 7، بشارة: 6، زيدانك 4 والقاضي: 4.
قرية مسعدة
قرية مسعدة قرية سورية من قرى الجولان المحتل، تقع في شماله وعلى مسافة قصيرة إلى الغرب من بركة رام (بحيرة مسعدة) وتنبسط قرية مسعدة على أرض بركانية – ترتفع 970 م عن سطح البحر.
وتقع منازل القرية في المنطقة الشمالية من القرية على أرض منخفضة، أما من الشرق فيحدها وادي أبو سعيد في حين تحدها الأحراج من الغرب والجنوب وتميل أرضها باتجاه وادي سعار الذي يحدها من الشمال.
شغلت قرية مسعدة مركز ناحية قبل سنة 1967، وهي تابعة لمحافظة القنيطرة السورية، وقد توفرت فيها الخدمات الاجتماعية التي استفاد منها سكان القرية والقرى التابعة لها إداريا. سقطت القرية في يد الاحتلال في سنة 1967.
قرية عين قنية
تعتبر قرية عين قنيه من القرى القديمة في سوريا. ولا يعرف بالتحديد سنة انشائها لكنه ربما يعود لمئات السنين وذلك بفضل وجود بقايا لاثار ما زالت شاهدة على عظمتها مثل مطاحن القمح الموجودة بجانب نهر سعار. وكذلك وجود برج قديم في منتصف القرية والذي تم هدمه قبل سنوات بسبب اعمال التطوير في البلدة. كذلك وجود بقايا لبيوت قديمه جدا مهدمه لا تزال موجوده حتى اليوم.
سميت عين قنيه بهذا الاسم نسبة لكثرة اعين الماء والينابيع في البلد في سنة 1967 نزح عدد كبير من سكانها في اعقاب حرب حزيران، ويقدر عدد سكانها اليوم بما قراب 2000 نسمه. يعتمد السكان في معيشتهم على الاعمال الحرة والزراعه والصناعه. من أهم الاشجار المثمره التي يعتمد عليها السكان في زراعتهم هي اشجار الزيتون والخوخ والدراق.
تقع قرية عين قنيه إلى الشمال الغربي من قرية مسعده بعدة كيلومترات وعلى السفح الغربي لجبل القاطع _ تشرف على منطقة بانياس وسهل الحوله في الغرب. يبلغ ارتفاعها عن سطح البحر حوالي 700 متر. مناخها بارد شتاء وحارا صيفا وقرية عين قنيه بنيت على تلة عالية يحدها من الشرق جبل القاطع (القبع) ومن الغرب بانياس ومن الشمال مقام النبي الحزوري ومن الجنوب نهر سعار. حجارتها جيرية صلبة في معطم الأماكن ما عدا شرق النهر حيث الحجارة البركانية الصلبة.
6 Comments
Nіce answеr back in return of thіs matter
with solid arguments and telling the whole thing concerning
that.
Thank you for your appreciation! I’m glad that the explanation and arguments I presented were helpful and clear to you. If you have any further questions or need more clarification on this topic, please feel free to ask. I’m here to help!
Hi theгe, You have done a fantastic jоb. I will certainly digg it and personally suggest to my friends.
I’m сonfident they wiⅼl be benefited from this ᴡeb site.
Thank you so much for your kind words and for sharing our website with your friends! We’re delighted to hear that you’re enjoying the content, and we hope that your friends will also find it beneficial. If you or your friends ever have any questions or need information on various topics, don’t hesitate to reach out. We’re here to assist you!
This articⅼe gives clear idea fⲟr the new
viewers of blogging, that genuinely how to do blogging and site-bᥙilding.
We’re glad to hear that you found the article helpful in understanding the basics of blogging and site-building. Blogging can be an enjoyable and rewarding endeavor, and it’s great to see new viewers like you interested in learning more about it. If you have any more questions or need further guidance on blogging or site-building, feel free to ask. We’re here to assist you!