قام شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى بجولة تفقدية على عدد من قرى منطقة البقاع الغربي ورافقه فيها وفد من المشايخ وقاضي المذهب الدرزي الشيخ غاندي مكارم واعضاء من المجلس المذهبي والمستشارين.
المريجات
وأقيم لشيخ العقل في محطته الاولى في بلدة المريجات استقبال من المشايخ والفاعليات، ألقى كلمة باسمهم رئيس جمعية آل المصري حسام المصري، وتحدث رئيس لجنة التواصل في المجلس المذهبي اللواء الركن المتقاعد شوقي المصري مرحبا بالشيخ ابي المنى، ومؤكدا “الوقوف معه في مسيرته الجامعة للطائفة والوطن”.
ورد الشيخ ابي المنى بكلمة عبر فيها عن شكره للاستقبال، وقال: “أزور اليوم هذه القرى الطيبة التي تسمى الاطراف، ولكنها في القلب، في قلب اهتمامنا ومحبتنا، ما الفرق بين ابن المريجات وابن شانيه مثلا طالما انه يحمل نفس العقيدة ونفس القيم ونفس الروح الوطنية. هذه القرى الطيبة نموذج للتنوع وللعيش الواحد الذي اختبرتموه أيام الحرب والمحنة وكنتم على قدر عال من المستوى في الجمع والحفاظ على هذه البيئة الوطنية اللبنانية”.
أضاف: “انني أحمل في داخلي إرثا غنيا من هذه الطائفة التوحيدية المعروفية، لهذا أنا عندما أزور وألتقي المرجعيات الأولى على مستوى الوطن أكانت سياسية رسمية أو دينية فأنا ألتقي بهم وفي داخلي هذا الإرث الكبير الذي يمنحني القوة والكلمة الواثقة والقوية. نحن فخورون بتاريخنا وبإرثنا الوطني العربي وإرثنا التوحيدي المعروفي، وهذا الإرث يخولنا أن نكون في موقع القوة، فالأمجاد لا تقاس بالأعداد، وإنما بالمواقف المشرفة، ومواقفنا مشرفة وتاريخنا مشرف، لهذا نحن في موقع قوي لاحم، جامع لكل الطوائف. نحن مهمتنا أن نجمع وان نلحم في ما بين الطوائف والمكونات اللبنانية، ونفخر بهذه المهمة، ودار الطائفة التوحيدية الدرزية دار جمع لا دار تفرقة”.
وأردف: “الموحدون الدروز لن يكونوا رأس حربة في مواجهة اي من شركائنا في الوطن، ولكي نكون شركاء حقيقيين في وطن الصيغة اللبنانية القائمة على التنوع، يجب أن نكون أقوياء في وحدتنا الداخلية. فالشريك القوي هو الشريك الفعلي، لذا يجب أن نكون أقوياء بوحدتنا الداخلية، أقوياء بعقيدتنا التوحيدية، ننميها في أبنائنا وفي كل عائلاتنا، نحصنهم بهذه العقيدة الشريفة التي تقربنا من الله عز وجل وتمنحنا الأمان والاطمئنان، كما نحصن أنفسنا وعائلاتنا ونقويها بالقيم المعروفية الأخلاقية الانسانية الروحية والاجتماعية”.
مكسة
وانتقل الشيخ ابي المنى الى بلدة مكسة، وبعد كلمات ترحيب وتقدير للزيارة لكل من: الشاعر نديم غنام الذي ألقى قصيدة بالمناسبة والمختار عقل سعيد والشيخ أبوسليمان فايز سعيد. ألقى شيخ العقل كلمة حيا فيها ابناء البلدة، وقال: “نحن سمينا بني معروف لأننا نحمل هذه القيم المعروفية، قيم الفضيلة والكرم والعفة والنزاهة والاستقامة والشجاعة التي هي شجاعة القلب والاعتراف والايمان والمواجهة، المواجهة بالحق والعدالة قبل أن تكون شجاعة الساعد وشجاعة السيف والسلاح وشجاعة الانسانية قبل أن تكون أي شجاعة أخرى”.
اضاف: “علينا ان نحصن أنفسنا بهذه القيم كما نحصنها بالعقيدة التوحيدية، وكذلك بثباتنا في هذه الأرض أكانت في المريجات ومكسة وخربة قنفار وعين زيدة أم في عاليه ام في بعقلين أو في أي مكان آخر. الأرض هي الأرض والثبات هو الثبات، علينا أن نثبت في أرضنا ونتمسك بها ونحبها ونبنيها بالعيش الواحد مع أهلنا وشركائنا، وأن نعرف كيف نعيش معهم بمحبة، برقي، بأخلاق، برفعة وشجاعة وإيمان، وبالتمسك بحقوقنا دون الاعتداء على حقوق غيرنا، هذه هي الصفات المعروفية”.
وتابع: “نحن وطنيون، نحن مسلمون، نحن عروبيون أصيلون في وطنيتنا، أصيلون في إسلامنا أصيلون في عروبتنا. هذا هو العنوان، أما كيف نحافظ عليه فهذا هو التحدي، وكيف نحافظ على الهوية وعلى الوجود، كيف نضمن المستقبل، هذا يحتاج الى جهد وعمل ومثابرة والى وحدة الصف، الوحدة الداخلية. فالوحدة الداخلية القوية هي ضمانة للمشاركة في الوحدة الوطنية، اما اذا كنا ضعفاء في وحدتنا الداخلية فنحن ضعفاء في شراكتنا الوطنية وهذا ما لا نريده. نريد ان نكون أقوياء، كيف نكون أقوياء؟ نكون أقوياء اذا حافظنا على هذه الثوابت اذا حافظنا على توحيدنا على عقيدتنا على إيماننا على علاقتنا بالله عز وجل على ائتمارنا بالأوامر والانتهاء عن النواهي، ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر أولئك هم المفلحون”.
خربة قنافار
وزار الشيخ ابي المنى والوفد المرافق بعد ذلك بلدة خربة قنافار قاصدا الخلوة الدينية ثم القاعة الجديدة، وهناك ألقيت كلمات ترحيبية لكل من: الشيخ وليد عزام، الأستاذ عدنان العموري والسيد فادي عزام.
وألقى شيخ العقل كلمة عرفان وامتنان لأهالي البلدة ومشايخها وعائلاتها، دعا خلالها الى التمسك بثوابتنا المعروفية الاصيلة ومرتكزات وجودنا في الطائفة والوطن، وقال: “إننا أقوياء في الوطن لأننا نتمسك بقيمنا التوحيدية والوطنية وليس في قاموسنا الخروج عن القانون، ولن نكون أقوياء اذا خرجنا على القانون واذا احتقرنا شركاءنا في الوطن، ولن نكون أقوياء اذا لم تكن وحدتنا الداخلية قوية. هذه هي رسالتي منذ أن تسلمت هذه المهمة وهذا ما أطرحه مع اخواني وأهلي الموحدين ومع الآخرين، أن نكون أقوياء بوحدتنا؟ فهذا شرف لنا، وأن نكون اقوياء في وحدتنا وفي شراكتنا تلك هي المعادلة، قوة الوحدة قوة في الشراكة، ضعف في الوحدة ضعف في الشراكة”.
ثم كانت زيارة تعزية بالمرحوم فريد سامي عزام في القاعة الاخرى حيث رحب به السيد سليمان عزام والاقارب.
عين زبدة
واختتم شيخ العقل جولته في بلدة عين زبدة حيث اقيم له في القاعة العامة استقبال من مشايخ البلدة وفاعلياتها والاهالي، وألقى خلالها كل من عادل العموري واللواء شوقي المصري كلمتي تنويه وتقدير، وكلمة الشيخ ابي المنى، حيا فيها “الاهالي المتمسكين بالارض والجذور التي يجب ان تبقى ثابتة، اما الاغصان فقابلة للانفتاح والتعديل، والنتيجة هي الثمر الطيب اليانع من تلك الجذور الثابتة والا نصبح كورقة في مهب الريح، وهذا ما لا نقبل به، لذا نقول ثبتكم الله على ايمانكم وعلى دينكم وقيمكم وفي أرضكم وان شاء الله ان نكون دائما على صلة معكم ان لم نكن حضوريا وانما بالفكر والقلب”.
وأنهى شيخ العقل جولته في البلدة بزيارة المجلس الديني ومنزل المرحوم الشيخ أبو وجيه كامل العموري ونسيب العموري. وعرج في طريق العودة الى مكسة مجددا لزيارة مستشاره الشيخ دانيال سعيد والشيخ ابو يحيى عصام سعيد.