بين عبدالله النجار السياسي والدبلوماسي الذي لعب دورا بارزا في أحداث جبل الدروز وترك بصمات سياسية ودبلوماسية في كثير من المواقع التي شغلها، وعبدالله النجار الكاتب والمؤرخ لحقبة تاريخية تكاد تكون من أهم الحقبات التاريخية المعاصرة، تتلاقى السياسة والدبلوماسية مع التاريخ في شخصية استثنائية لعبت دورا محوريا في صناعة الحدث وكتابته ليبقى شاخصا للاجيال القادمة، فكان لعبدالله النجار مواقف كثيرة ووقفات سجلها التاريخ وأبقاها حية بين صفحاته.
وعبدالله منصور النجار واحد ممن دخلوا معترك السياسة والدبلوماسية من بابها الواسع في مرحلة كان فيها العمل السياسي دقيق الممارسة وشديد الخطورة نتيجة ارتباط ذلك بالعمل العسكري والقتالي إن في مرحلة الحكم العثماني، أو في مرحلة الانتداب الفرنسي اضافة الى كونه صحفيا وكاتبا لبنانيا له مكانته وموقعه الاعلامي والادبي في الوسط الاجتماعي في تلك الحقبة، حيث استطاع أن يوازن بين معترك السياسة والدبلوماسية وأن يغني المكتبة الثقافية ويمد تاريخ الدروز بمؤلفات كان لها التاثير الكبير على مستوى حفظ موروثهم الثقافي والديني والايماني ومسلك التوحيد، اضافة إلى كونها من المراجع القيمة التي يعتمد عليها في فهم عقيدة الموحدين الدروز فضلا عن مؤلفاته وترجماته وكتاباته الشعرية .
مدير المعارف
ولد عبدالله النجار سنة 1898 في بيت مري في جبل لبنان، وتعلم في مدرسة بلدته ثم في مدرسة برمانا العالية ثم الفرير ومنها انتقل الى الجامعة الأميركية في بيروت، وكان قد اتقن استخدام العربية اضافة الى معرفته بالإنجليزية والفرنسية، ليترك الجامعة بعد أن كان قد درس الطب لسنتين، ثم يذهب الى سوريا وعين رئيساً لقلم الترجمة، ثم عمل مديراً للمعارف في جبل الدروز سنة 1923.
إلى أستراليا هاجر النجار ليمارس الكتابة في ابرز صحفها الإنجليزية من عام 1928 إلى عام 1936 بعد ذلك عينته حكومة العراق سنة 1940 مديراً للدعاية والنشر، ثم التحق بالسلك الدبلوماسي اللبناني منذ سنة 1944 حتى سنة 1962. اغتيل مع قرينته نبيهة في منزلهما في 21 يوليو 1976. له مؤلفات وبحوث ومقالات ومجموعة قصائد شعرية.
دور بارز
لعب عبدالله النجار دورا بارزا في رأب الصدع وتسوية الخلافات التي كانت تحصل بين دروز الجبل والفرنسيين، وأثناء الثورة الدرزية انتدب لعدد من المهمات الصعبة وكان العضو الفاعل والمؤثرفي لجنة الوفاق التي ضمته مع حمد بربور وعلي عبيد ويوسف الشدياق. وأثار جدلا كبيرا عند الفرنسيين الذين كانوا دوماً حذرين منه ومختلفي الرأي حوله. فبعضهم كان يوليه الثقة ويينتدبه للمهمات، والبعض الاخر كانوا يصدرون المذكرات باعتقاله، وعندما استقر اسمه في اللائحة السوداء هرب إلى القاهرة ومنها إلى أستراليا حيث مارس التجارة.
التحق بالسلك الدبلوماسي اللبناني سنة 1944 فتم تعيينه قنصلاً في عمان في المملكة الأردنية الهاشمية ثم مستشاراً في المفوضية اللبنانية في الأرجنتين، فوزيراً مفوضاً في سفارة لبنان في أوتاوا ثم في موسكو، وبقي في خدمة الحكومة اللبنانية حتى أحيل الى التقاعد سنة 1962 فانصرف إلى الكتابة والتأليف. ورأس عدة جمعيات ثقافية منها المجلس الثقافي للمتن الشمالي. وفي أثناء وظيفته في الديبلوماسية تابع دراستة الجامعية فنال من جامعة علكرة الاسلامية وهي توازي رتبة دكتوراه دولة.
العمل في الصحافة
عمل في الصحافة فأنشأ في دمشق سنة 1919 مجلة القلم بالاشتراك مع عجاج نويهض والمجلة بالاشتراك مع هاني أبي مصلح. وكتب في عدد كبير من الجرائد والمجلات وكانت أكثر مقالاته تدور حول الشؤون الوطنية المتعلقة بسوريا ولبنان والدول الشرق أوسطية.
وفي 21 تموز 1976 اغتيل مع قرينته نبيهة في منزلهما في بيت مري في مشكلة عائلية طارئة.
من ابرز مؤلفاته المطبوعة: بنو معروف في جبل حوران، 1924، الفظائع في البلاد المقدسة، بالإنجليزية مذهب الموحدين الدروز، أو مذهب الدروز والتوحيد، 1967، أسرار المؤامرة الصهيونية، بالإنجليزية انحطاط اليهودية الحاضرة، بالإنجليزية، الصهيونية بين تاريخين، 1972، مئوية مدرستي، 1975، أمامة العقل عند الموحدين الدروز، 1974، الدروز، بالإنجليزية، 1969.
وله مؤلفات مخطوطة: مجموعة شعرية، والقومية العربية ومذاهب العقل.