يُعتبر الأدب العربي مكونًا أساسيًا من تراث الثقافة العربية، وقد ساهم العديد من الشعراء والأدباء في إثراء هذا التراث بأعمالهم الأدبية. من بين هؤلاء الشعراء البارزين يأتي الشاعر سلمان نفاع، الذي اشتهر بقصائده الجميلة والعميقة التي تعبق بروح الأرض والحب. في هذا المقال، سنلقي نظرة على حياة وإنجازات هذا الشاعر ودوره البارز في الأدب العربي.
حياة سلمان نفاع
وُلد في السويداء السورية عام 1923. كان جزءًا من أسرة بسيطة تعمل في الزراعة ورعاية الماشية. نشأ سلمان في بيئة ريفية تميزت بالبساطة والقوى العاملة الشاقة. بالرغم من ذلك، أظهر سلمان موهبة شعرية في سن مبكرة.
تلقى تعليمه الأدبي من والده، الذي كان شاعرًا أيضًا، وعمه الشاعر علي نفاع. هؤلاء الأقارب الشعراء قاموا بتوجيهه وتعليمه الفنون الشعرية، وساهموا في تنمية موهبته.
نشأ في جو محبة الشعر والأدب، وبدأ بكتابة قصائده الشعرية منذ سن صغيرة. تعبّر قصائده عن مشاعره وتجاربه الشخصية، وكان لديه اهتمام كبير بالعواطف والرومانسية.
مساره الشعري
قدم نفاع العديد من القصائد التي تغطي مجموعة متنوعة من المواضيع والأنماط الشعرية. نظم قصائد حماسية تعبر عن حبه للأرض وللمكان الذي نشأ فيه. كما قدم قصائد حزينة وجوفية تعبر عن تجاربه الشخصية ومشاعره.
من أشهر أعماله تلك التي تعبّر عن الحب والغرام. واشتهر بلقب “شحرور الجبل”، وهذا اللقب يعكس تأثيره الكبير في عالم الشعر والأدب. إلى جانب شعره، كان سلمان ماهرًا في عزف الربابة، وكان يشارك بشدة في المساجلات الشعرية والأدب الشعبي.
إرث سلمان نفاع
ترك الشاعر بصمة قوية في الأدب العربي. قصائده تعبر عن الحب والحنين إلى الأرض والوطن، مما يجعلها قريبة من قلوب القراء والمستمعين. قصائده ما زالت تُردد في الأعراس والاحتفالات في مناطق جبل العرب والجولان والأردن.
لقد أسس أسرة متعلمة ومثقفة، وكان لديه أبناء وأحفاد اتبعوا خطاه في عالم الشعر والأدب. بفضل موهبته وإسهاماته الكبيرة في الأدب العربي، أصبح سلمان نفاع جزءًا مهمًا من تراث الشعر العربي وموروثه الثقافي.
قصيدة (محبوب قلبك بالهوى سمّيتني) الأصلية
هذه القصيدة للشاعر نفاع،، كتبها سنة 1942، وبعد حوالي 20 عاماً أهداها للفنان الراحل نصري شمس الدين، فغنّاها في حفل أقيم في مدينة اللاذقية عام 1962.
نوردها هنا بكلماتها الأصلية (وهي باللهجة العامية):
محبـــوب قلبك بالهــوى ســمّيتني
ومن بعـد مـا ســمّيتنـي ســمّيتـني
علّيتنــي عجوانحــك فــوق السـمـا
ومن بعـــد مـا علّيتنـــي علّيتنـــي!
علّيتنـي عجوانحـك فـوق الســمـا
وصرت تحاكيني بالإشارة وبالومى
جرّيتنــي من الظلــم بِـ ميل العمـى
ومـن بعـد مـا جرّيتنــي جرّيتنــي!
عوّدتني أقضي حياتي بالسـجون
لا عطف صافي ولا قلب يخفق حنون
سـلّيتنــي بلغــة جفونـك والعيــون
ومـن بعـد مـا سـلّيتنــي سلّيتنــي!
يـا ريتنـي مـا جيـت زرتـك بالـمزار
وذكّرتنــي بأيـام مـا كنّـــا زغـــــــار
خلّيتنـي تـَا فضــت بكـل الأســــرار
ومـن بعـد مـا خَلِّيتنــي خَلِّيتنـــي!
يـا ريتنـا بامتـان ما سهرنا سوا
وغنّيتلك نغمات قلبي اللّي انكوى
جلّيتني تـا صرت أعلى من الهـوى
يـا ريت مـا جلّيتنــي وجلّيتنـــي!
كنّــا نقضّي الليل ضحـك وتكتكي
قلبي احترق ياصاحبي وقلبك بكي
ملّيتنـي لمـز وصفـا وغمــز وحكـي
يـا ريت مـا ملّيتنـــي وملّيتنـــي!
وحيـاة عينـك بعدنــا بدم الشبـاب
وبعـاهدك للمــوت رح نبقى حبــاب
حلّيتني يا زين من رشف الرضـاب
ومن بعـد مـا حلّيتنــي حلّيتنــي!
تذكر ليالينـا اللي كانت للصبـــاح
ضحك وأغاني وقهقهة وجدّ ومزاح
غلّيتني بنظرات أقوى من السـلاح
يـا ريت مـا غلّيتنـــي وغلّيتنـــي!
يـا حبيبـــي رغــم بعـــد الـمنطقـــة
صورتـــك بالقلــب بعـــدا معـلّقـــــة
شـلّيتنـي وعلّمتنـي حـــبّ الشـــقـــا
ومن كثــر مـا شلّيتنــي شلّيتنــي!
الله كـــريم نعـــود من بعــد السـنين
ونحْيي الليالي السابقة بحبّ وحنين
صلّيتنــي بنيــران حبّـــك هالثمـين
يـا ريت يــوم صلّيتنــي صلّيتنـــي!
فرَّحْتنــي بأيــام مـا طالــت بنــــــــا
حسـّـبتهــــا كــــل يــوم ١٦ سنـــــــة
زوّدتنـــي بحسـرات بتهــدّ البـنــــا
وهمّيتنــي من كثــر مــا همّيتنـــــي!)
وتستمعون في الفيديو المرفق الى أغنية “محبوب قلبك بالهوى سمّيتني” للفنان لؤي العقباني… وكلمات الشاعر سلمان نفاع.
في الختام، يمكن القول إن سلمان نفاع كان شاعرًا مميزًا بقلمه وروحه، وقد عبر عن الحب والأرض والوطن بأسلوب رقيق ومؤثر، مما جعله جزءًا لا يتجزأ من تراث الأدب العربي.