الفَضيلَةُ الخامِسَةُ في مذهب التوحيد هي تَوْحِيدُ اللَّهِ، جَلَ جَلالُهُ
إن هذه الفضيلة (توحيد الله جلّ جَلالُهُ) هي الفضيلة المركزية في مذهب التوحيد. ومعنى ذلك أن الموحد الدرزي يعترفُ ويُقر بالله تعالى واحدًا أحدا فردا صمدا، لا بديل عنه، وبأنه جل جلاله، مجرد ومتعال سام، وبالتالي فهو يُطيع الله عز وجل، ويخضع له ولأحكامه ولقضائه خضوعاً تاماً كاملاً. والخالق سبحانَهُ لا يظهرُ أمامَ المُؤمِنِ المُوحْدِ؛ ومع ذلك، فهو ليس بعيدا عن الإنسان بَلْ جد قريب جاءَ في القرآن الكريم: (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الوريد ) (سورة ق (50) الآية 16). ولذلك، فإن المؤمن الموحد واثق بوجود الله
جل جلاله
إن الاسم الأصلي للدروز هو “الموحدون”، أي الذين يوحدونَ الله سبحانه، حيث إن فكرة وحدانية الله تعالى، هي حجر الأساس في المذهب. لكي يتوصل المؤمنُ إلى الإقرار بتوحيد الله تعالى، عليه تطهير نفسه، لهذا الغرض يمكنه الاستعانة بالوصايا والفروض والأحكام الدينية.
كيف ينبغي للموحد الدرزي تطبيق هذه الفضيلة في حياته؟ بالاستناد إلى ما ينص عليه مذهب التوحيد، فإن على
الموحد التعبير عن فهمه وإدراكه بأن الله تعالى واحد أحد فرد صمد عن طريق تكرار الفكرة وحفظها في قلبه، وإجرائها على لسانه، وتمثلها وتجسدها في أعماله على المُؤمن الموحد أن يحرص على شكرِ الله جَلْ جَلالُهُ وحمدِهِ دائما على ما وهبه من هبات ونعم وأن يحذر في كلامه، ويصون لسانه، ويمتنع عن ذكرِ اسمِ اللهِ حِلَّ جَلالُهُ عَبَثًا: وأن يتذكر في كل وقت أن الله تعالى إلى جانبه وأن يعترف ويُفر دائمًا بحكمته ورعايته وتدبيره، وأن يعمل على مساعدة الآخرين لمعرفة الله سبحانه وتعالى، والإقرار بوجوده، ومحاولة التقرب إليه بالحسنى، دونما إكراه أو إجبار. إن فكرة وحدانية الله تعالى هي فكرة مشتركة للموحدين الدروز، وأبناء بقية الديانات السماوية التوحيدية. تتفق جميع الديانات التوحيدية على أن الله سبحانه هو الخالق الوحيد ، ولا شريك له أو نظير، وتنفي نفيا قاطعا إمكانية وجود أي إلى آخر معه. قال الله عزّ وجلّ في كتابه العزيز: (وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا) (سورة النساء (4)،
الآية 36).
نقلا عن التراث التوحيدي