نشرت صفحة “أرشيف لبنان” صورة فوتوغرافية قديمة لما كانت عليه صحراء الشويفات في سبعينيات القرن الماضي.
إذ كانت الشويفات تنعم بأكبر غابة للزيتون تمتد من منطقة الحدث شمالاً حتى خلدة جنوباً، لتطأ قدميها حدود “مطار بيروت الدولي” الذي يظهر في عمق الصورة.
وقد وصفها المؤرخ اللبناني فيليب حتي، أنها من أكبر غابات الزيتون في العالم، بعد غابة اسبانيا وغابة كاليفورنيا الجنوبية. وأشار إلى أن سكان الشويفات كانوا يقولون أن قراهم (أحياء الشويفات) تشرف على ثلاثة بحور، بحر أخضر هو شجر الزيتون، وبحر أحمر هو رمل صحراء الشويفات، وبحر أزرق هو البحر الأبيض المتوسط.
وتضيف الصفحة: “لكن للأسف لم يبق من بحر الشويفات الاخضر سوى ذاكرة تلك الصورة، فالحرب الاهلية تركت آثارها وقضم باطون البناء العشوائي كل اخضر في هذه المدينة. كل كرم زيتون في هذه الصحراء، كان له اسمه الخاص، وفيه منطرة، أي بناء بدائي صغير يأوي إليه وينام فيه ناطور يشرف على الكرم ويعيّنه صاحبه. ومن أسماء تلك المنطرات: الزغل، الياتون، المراح، ضهر الريحان، مسكيتا، السويدي، قلعة شعبانة، كركون الصحراء، وجل السلم (سًمي لاحقًا حي السلم) الذي كان سعدالله الخوري يملك كرومه المتدرجة كالسلم. وفي منتصف أربعينات القرن العشرين كانت صحراء الشويفات تحوي حوإلى 53 ألف و600 شجرة زيتون، وفق إحصاء لجنة المالكين التي أوكلت إلى نواطير كرومهم إحصاها، كلٌ في نطاق منطرته. وكان في صحراء الشويفات 34 معصرة زينون، تعمل على الطريقة التقليدية القديمة، طوال الليل والنهار، أثناء مواسم قطاف الزيتون. وإضافة إلى أشجار الزيتون، كان في الصحراء 12 ألف و500 شجرة خروب”.