المؤرخ الشيخ غالب سليقه، من حاضرة عامرة، تتوزّع جنبات وادٍ في أقصى جنوب التّيم تسند تلالا شامخة يعلو إحداها مقام البياضة الشريفة، فتحكي على الزمن تلك العلاقة الراسخة عرفانا وتوحيداً بين قمم تعالت، ووديان تسامت، في تاريخ هذا الوادي الأمين.
ومن عائلة معروفية كريمة استنارت بهدى التوحيد فأضاءت أعلاماً، وقامات إنسانية، وتوهجّت شيوخاً تقىً سلكوا معارج الحقيقة.
سليقه ابن بلدة الفرديس في قضاء حاصبيا، وهو شيخ تربوي رسالي، آمن بالعلم فأعطاه زهرة العمر، وشبابه والمشيب.. وأدرك مكنونات التراث التيمي في هذا الوادي فسافر على مدى عمرٍ في رحب تاريخه فكتب ووثّق، وأضاء وأضاف.
3 رسائل
حمل الشيخ في وجدانه ثلاث رسائل:
الاولى: رسالة التربية والتعليم فكانت حياته توكيداً لشطر البيت الشهير ( كاد المعلم ان يكون رسولا) فكان بحقّ ذلك الرسول المعرفي لأكثر من أربعين عاما من رياض العمر مدرسا ومديرا، تشهد له أجيال عبرت.
الثانية: رسالة التقوى والتوحيد فكان وما زال الشيخ الذي يضيء حضوره المجالس ويأنس المجتمع لحديثه الواثق، العابق بنور التوحيد.
مؤلفاته
أما الرسالة الثالثة: وهنا يتفرّد الشيخ ويغرّد، فيحكي التراث، ويكتب، ويحاضر، ويوثّق:
(من خوابينا) يحفظ فيها عتاق اخبار مجتمع التيم لئلا تنسى.
(قيم ومقامات من التراث والتاريخ) فيغوص في أعماق لجج التراث وينتقي جواهر مكنونة.
(حصاد من الزمن) وغلال وفير.
(مآثر وعبر من التراث والتاريخ) وعبرة واعتبار.
ولم ينسَ الشيخ الضالع في المحبة ان يجمع وينسق في ديوان مآثر وقصائد لشاعر مهجري من ذوي القربى.
قامة إنسانية أفاضت في جنبات التيم، وأضاءت على تراثه وحملت على اكتاف حياتها، رسالة الانسان في صيرورة سعيه نحو قيم الخير والمحبة والعرفان.
بقلم الأستاذ سلمان لمع