كتب الصحافي مفيد سرحال:
شهادة المرحوم الشيخ سليم غزالة من عين عطا قضاء راشيا الوادي.. شهادة راسخة في الخاطر والوجدان ولن تذوي في غياهب الزمان.
المكان: محكمة راشيا. الزمان: خمسينيات القرن الماضي.
سمِّها ماشئت: شهامة، رجولة تذكية عقول، فضيلةُ منزلة عند أهل الفضيلة والألباب، حرص على ترسيخ وحدة الحياة بالرضا والأناة، اختزال لكل قيم الحق والعدل والانسانية،او كل تلك الشمائل مجتمعة في رجل.
في الوقائع: حصل خلاف بين الشاب حسن غزالة وشاب من آل الخوري على حدود الارض وتطور الى تضارب، فدعي الطرفان إثر ذلك الى المحكمة وكان الشاهد الوحيد على الخلاف الشيخ سليم غزالة والد الشاب حسن غزالة.
توجه القاضي الى الشيخ سليم غزالة بالسؤال. هلا أخبرتني بما جرى بين الشابين؟ فقال: انه خلاف بين أخوة وأبناء بلدة واحدة لكن أحمل المسؤولية لابني فقد كان غضوبا اكثر من اللازم على غير حقد أو سوء طوية. فذُهل القاضي وقال له اتشهد ضد ولدك؟ فرد الشيخ سليم غزالة: أشهد للحق والحقيقة بدافع الضمير والوجدان والنية الصادقة السليمة، فأضحت هذه الحادثة مروية تتناقلها الاجيال لجلالها ونبل صانعها الذي كانت مقاصد شهادته اولا قول الحق لأن العقل غير الوازع عن الخطأ خازنُ الخطيئة، فالمرؤات كلها تتبع العقل. وثانياً حرصه على عدم إسقاط أي بعد طائفي على الحادثة.
والحال، هيهات لو اننا في هذا الزمن الصعب الحَمول بالبغضاء والجحود والمكابرة والحسد والغضب والضلالة والجهالة والجدل العقيم والحقد والقساوة وفساد اللسان والسَّفه والتعايب بالهمز والمنافسة أخت العداوة.
وبعد أحقُّ الناس بالتَّوقير حليمٌ عاقل صاحب رأي سليم … رحم الله الشيخ سليم غزالة.