معروف شقير، فنان تشكيلي في بلدة القريا في ريف السويداء الجنوبي الغربي، تخصص بالنحت على البازلت منذ عقود ويعتبر رائدا لهذا الفن في سورية حيث استطاع ان يخرج من قساوة الحجر وصلابته مئات الاعمال الفنية الرائعة.
شغف شقير بالنحت والطبيعة جعله يقيم متحفا طبيعيا في بيته يعرض فيه منحوتاته التي تجاوزت المئات.
موهبة تأثرت بالآثار الرومانية المحيطة
يقول شقير (67 عاما) ان بداياته الفنية بالنحت على البازلت كانت في عام 1983 حيث كانت البيئة المحيطة به محفزا ومؤثرا على بدايته الفنية حيث كان يشاهد الآثار التي كانت تسمى بالآثار الرومانية، كشهبا وقنوات وبصرى الشام والتي هي برأيي آثار بنيت بعهد الاحتلال الروماني بأيدٍ عربية محلية بما فيها التشكيلية والهندسة المعمارية”، لافتا إلى تلك الآثار كانت تشد الانتباه لدقة البناء ووظيفته ومهارة الصنعة فبقيت في ذاكرتي ومخيلتي”.
أول من قدم البازلت على الساحة التشكيلية السورية
ويتابع شقير “اعتبر نفسي من أول من قدم هذه المادة على الساحة التشكيلية السورية، بالرغم من أن هناك من مارس هذه المهنة زملاء عملوا بعض الأعمال النحتية لكنهم بقيت أعمال نحتية محلية”، مضيفاً “أنا قدمته في معارض رسمية واستمريت كل سنتين كنت أقيم معرض في سورية حتى انشر هذا الفن”.
واردف شقير “استطعت أن أوظف المدارس الفنية كالفن التجريدي والتكعيبي والتعبيري في هذا المجال أدخلتها على هذا الحجر لان أنت فنان ويجب ان تخاطب عقول وأدمغة الناس وبالتالي أعمالك للزمن، الجيل المعاصر سيفني والفنان سيفنى، فتبقى هذه الأعمال تتحدث عن فكر هذا الإنسان بلغة تشكيلية اللي هو رغبها وأصبحت وثيقة تاريخية هامة أزلية وأبدية”.
وتجاوزت مشاركات معروف شقير 150 معرضا بين معارض خاصة له ومعارض وزارة الثقافة منها معرض في باريس على هامش إعلان دمشق عاصمة للثقافة العربية.
وتراوحت أطوال أعمال شقير النحتية التي تصل إلى المئات بين 2 سم و5 امتار.
وانجز شقير عشرات المنحوتات وأعمال نُصبية من البازلت توزعت في الساحات العامة في المحافظات السورية التي ارتبطت بحياة الناس والتراث، فضلا عن أعمال انتشرت في الدول المجاورة من خلال المعارض الخاصة التي كنت أقيمها في دمشق التي اقتناها بعض السفراء والعاملين بالسلك الدبلوماسي حيث كان البعض يعتبرها أعمال أثرية.
أعمال البازلت خالدة
يصف شقير النحت على البازلت بأنه “صعب بسبب قساوته ومقاومته”، معتبراً أن “حب العمل والقناعة بالبازلت كعمل خالد تجعل هذا الحجر يلين”.
وأضاف شقير أنه “عمل في بداياته ولمدة ١٠ أعوام باستخدام الأدوات البدائية كالمطرقة والإزميل وكأني أعيش في العصر الروماني بالإضافة إلى المعاناة في نقل الكتل الصخرية الكبيرة مع غياب الآليات الثقيلة”.
متحف طبيعي
شقير وبشغفه لحب الفن والنحت حول منزله إلى متحف لعرض الأعمال الفنية كأول سوري قام بهذا العمل.
ويقول شقير إننا “تعودنا بشكل عام أن نرى الأعمال النحتية في الصالات ولمدة محدودة، فخطرت ببالي فكرة افتتاح متحف دائم في الهواء الطلق، للناس وهواة الفن التشكيلي للقيام بزيارته ورؤية الأعمال المنحوتة والأدوات المستخدمة فضلا عن التفاعل مع الفنان من خلال التحاور معه ورؤيته وهو يعمل”.
وأضاف شقير أن “الهدف من هذا المتحف هو تشجيع أصحاب المواهب من كل الفئات العمرية على ممارستها وصقلها”.