غيّب الموت الدكتور ناصر رافع، الذي عُرف بعطائه اللامتناهي حتى وُصف بطبيب الأزمات والفقراء، وكان رأي حربة في مواجهة وباء كورونا في مستشفى راشيا الحكومي.
وشيّع الحزب التقدمي الاشتراكي ونقابة أطباء لبنان، وآل رافع وعموم أهالي المحيدثة في قضاء راشيا عضو مجلس نقابة أطباء لبنان الدكتور رافع في مأتم شعبي حاشد أقيم في قاعة وليد جنبلاط في المحيدثة في قضاء راشيا.
حضر مأتم التشييع النائب أبو فاعور ناقلا تعازي الرئيس وليد جنبلاط ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط وقيادة الحزب مع وفد حزبي كبير شارك فيه مدير عام تعاونية موظفي الدولة الدكتور يحيا خميس، رئيس جمعية الخريجين التقدميين الاستاذ سامر العود، ومسؤول قطاع الاطباء في التقدمي الدكتور زهير عمر، طبيب قضاء راشيا الدكتور سامر حرب، وكلاء داخلية التقدمي في البقاع الجنوبي عارف أبو منصور، وفي البقاع الغربي كمال حندوس، وأعضاء وكالة ومعتمدين ومدراء فروع حزبية وحشد من القيادات والكوادر الحزبية.
كما حضر القاضي الجعفري الممتاز الشيخ اسدالله الحرشي والشيخ عباس ذيبي، مستشار الرئيس سعد الحريري للشؤون الدينية الشيخ علي الجناني، اعضاء المجلس المذهبي الدرزي الشيخ أسعد سرحال والاستاذ علي فايق والمهندس مروان شروف، مشايخ وعلماء ورجال دين، وأعضاء المجلس المذهبي الدرزي والقضاة.
وحضر عضو مجلس نقابة اطباء لبنان الدكتور ساري العبدالله ممثلا نقيب الاطباء، الدكتور مروان الزغبي على رأس وفد من اطباء التيار الوطني الحر، الدكتور علي سعد على رأس وفد من اطباء حزب الله، وحضر وفد من قيادته في البقاع الغربي، الدكتور محمد عبدالله ممثلا وفد المهن الحرة في حركة امل، رؤساء مجالس ومدراء مستشفيات راشيا وحاصبيا ومشغرة وسحمر ومستشفى فرحات، والبقاع الغربي والاوسط، وأطباء وطواقم طبية وتمريضية من المستشفيات ومن اصدقاء الفقيد.
وحضر حشد من الفعاليات الطبية والثقافية والتربوية والنقابية ومن رؤساء بلديات ومخاتير ووفود شعبية من مختلف القرى والبلدات ومن أهالي بلدة المحيدثة وقرى قضاء راشيا والبقاع الغربي وحاصبيا.
تحدث معرفا بهاء جمال ثم ألقى الدكتور ربيع ابو شامي كلمة الأطباء في مستشفيات المنطقة وباسم زملاء الفقيد واصدقائه، ثم كانت كلمة لنقيب الاطباء ألقاها ممثله الدكتور ساري العبدالله، وألقى المربي الاستاذ وليد رافع كلمة العائلة وأهالي بلدة المحيدثة. حيث اشادت الكلمات بمسيرته الطبية وحبه لعمل الخير وشجاعته التي قل نظيرها خلال أزمة كورونا، في مستشفيات المنطقة وفي غرف العناية الفائقة وغرف العزل، كما نوهوا بمسيرته الإنسانية وحبه لمرضاه ولعمل الخير ومساعدة المرضى الفقراء دون مقابل وتأمين الأدوية المجانية لهم.
النائب ابو فاعور قال: “في يومك يا رفيق ناصر وكم كان يومك داهمًا، في يومك وكم كان يومك متعجلًا، في يومك وكم كان يومك مؤلمًا ومفجعًا، في يومك ونحن أهل الرضا واهل التسليم بمشيئة رب العالمين نبكيك، نبكيك بدمع العين، ونبكيك بحسرة القلب، ونبكيك بأسى ما بعده أسى، نبكيك ونشهد لك، يا صاحب الأخلاق يا صاحب النبل، يا صاحب الإنسانية، يا صاحب الشجاعة ويا صاحب النخوة، يا صاحب الإنتماء، يا صاحب الانتماء غير المتكلف، يا صاحب الإنتماء الصادق يا صاحب المحيا والملقى الطيب، يا صاحب الأنس، يا صاحب حسن المعشر وحسن المعاملة مع الناس، يا صاحب الإنتماء وأنت الذي ولدت في قرية شريفة شجاعة منتمية،وانت الذي ولدت في عائلة شجاعة شريفة منتمية، وانت الذي ولدت في منزل تقدمي اشتراكي مخلص ومنتم، كيف لا وأنت إبن المرحوم الرفيق فرحان رافع، تلك القامة التي ربت عائلة صغيرة على مبادئ كمال جنبلاط، تلك القامة التي كان يُنظر اليها باحترام وباقتداء من عشرات بل مئات من اجيال التقدميين الاشتراكيين على امتداد وادي التيم، الرفيق المرحوم فرحان رافع الذي انتسب الى كمال جنبلاط يوم كان الانتساب الى كمال جنبلاط معصية ازاء بعض النظام الاجتماعي والسياسي المتخلف والرافض لأي تغيير، الرفيق فرحان رافع الذي انتسب الى فكر كمال جنبلاط في زمن كان الانتساب الى فكر كمال جنبلاط مغامرة ما بعدها مغامرة، أنت الذي ورثت هذا الانتماء لكنك يا رفيق ناصر لم تكن وارثا فحسب، بل كنت باعثًا ايضا لهذا الإرث، في مسلكك الإجتماعي، في تعاملك مع الناس، في طيبتك، في صدقك، في إخلاصك في مبحتك في غييرتك على مجتمعك، وكنت باعثا لهذا الانتماء التقدمي الإشتراكي في مسلكك المهني، ومن ينساك يا رفيق ناصر؟ عندما داهمنا الوباء، ذلك الوباء الذي اختبر انسانيتنا وشجاعتنا وتضامننا واقدارنا، مَن مِن وادي التيم يستطيع ان ينساك؟ مَن مِن راشيا من حاصبيا من البقاع الغربي من البقاع الأوسط يستطيع أن ينساك؟ عندما التجأ معظمنا الى الإحتماء من الوباء وانت الشجاع الشجاع الذي كنت تقتحم غرف المرضى وكنت تقتحم غرف العناية الفائقة، وكيف انسى يا رفيق ناصر كيف كننا ننتظرك ليلًا لكي نتصيد منك خبرًا، كنا ننتظرك ليلًا وأنت بين نوبة العمل ونوبة العمل الأخرى لنفتنص منك سؤالا عن مريض او حبيب او عزيز او مريض، وما كنت تبخل على مريض او على سائل او على قريب مريض، ليس فقط بالجواب الشافي بل بالتعاطف، ذلك التعاطف الإنساني الأخلاقي الذي كنت تتصرف فيه مع كل المرضى، هذا الإنتماء الذي نرى اليوم هذا الحضور في هذا المأتم وهذه العيون التي تبكيك والتي تعرف قيمة ما كنت تقوم به، كأنني بك تمثل تلك النخبة الاخلاقية التي تحدث عنها كمال جنبلاط، نخبة أصحاب العلم وأصحاب المعرفة واصحاب الاخلاق، وأصحاب العمل المباشر والإلتزام بقضايا المجتمع، هذا المجتمع الذي نرى اليوم كم هو بحاجة الى امثالك، وكم هو بحاجة الى أخلاقك والى مسلكك والى تعاملك، هذا المجتمع اللبناني العام الذي نراه اليوم يترنح بين هاوية وهاوية، وبين مصيبة ومصيبة، وبين اختبار واختبار، من اختبار الجنوب الذي نأمل أن يمضي على خير وبحد أدنى من الأضرار ومن الخسائر، رغم ما قدم الجنوب واهل الجنوب الى حد اليوم من تضحيات وشهادات ودمار، الى الأزمة الإقتصادية والاجتماعية، الى الازمة السورية، ونحن هنا نقول باسم الحزب التقدمي الإشتراكي الذي انتسبت اليه، والذي قدمك الى نقابة الأطباء وازدان بك في نقابة الاطباء، طبيبًا حاضرًا في قضايا الأطباء كما في قضايا المجتمع، نقول باسم هذا الحزب إننا نتمنى وندعو ونأمل ان تتغلب الحكمة اللبنانية في مقاربة كل هذه المصائب وكل هذه المصاعب، والحكمة اللبنانية لا يمكن أن تقوم على التحدي ولا يمكن أن تقوم على التخوين في هذا الزمن الذي نعيش فيه، لا على التحدي ولا على الإصطفاف ولا على التخوين، بل على مقاربة وطنية شاملة جامعة حكيمة تقارب مصلحة هذا الوطن، ونحن نرى أن مصلحة هذا الوطن اليوم هي في تطبيق القرار 1701، ليس خدمة لأحد ولا إرضاء لأحد، لا مبعوث ولا صاحب تهديد ولا صاحب غاية ولا خوفا من احد، بل إرضاء وحرصا على مصلحة وطنية تكون بتنفيذ هذا القرار لعدم تحرير العدوانية الإسرائيلية بحق لبنان.
وختم ابو فاعور باسم الرئيس وليد جنبلاط وباسم رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي، رئيس اللقاء الديموقراطي الرفيق تيمور جنبلاط، أرفع التعزية الى اهالي المحيدثة ةالى عائلة الرفيق ناصر، العائلة الصغرى والعائلة الكبرى في رفاقه وزملائه ومحبيه واصدقائه وهم كثر على امدتاد كل لبنان، رحمة الله عليك يا رفيق ناصر، نودعك بدمع العين وبحسرة القلب وبشعور بالخسارة لا يعوض، لنا في مسيرتك ولنا في مسلكك ولنا في أدبك ولنا في انسانيتك ولنا في ملقاك ولنا في خدمتك وفي محبتك وغيرتك ونخوتك لمجتمعك ما يعوضنا عن هذه الخسارة.
سنبقى نفتقدك وسيبقى كل الذين عرفوك يشتاقون اليك، زملاؤك الأطباء، رفاقك في الحزب، مستشفاك مستشفى راشيا الحكومي الذي اعطيته من كل قلبك والذي كنت من اركان بنيانه وتطويره وتحسن خدماته.
وكانت قصيدة رثاء للشاعر سهيل صقر.
ثم رفعت الصلاة ووري الثرى في مدافن العائلة في مسقط رأسه المحيدثة.